سأل الناس أحد الأدباء لماذا يعرف من الذي سيفوز في الانتخابات ببلادنا دائما فقال ببساطة لأن أحزاب النظام تفوز دائماً كما تعرفون لأنها تعرف خطط المعارضة آه نسيت لا توجد معارضة كما تعرفون كلهم في السجون أو ذابوا في الحمض ربما لأنهم يعرفون اتجاه الرأي العام آه نسيت لا يوجد رأى عام كما تعرفون فالنظام يصنعه بواسطة الإعلام لأنه ببساطة الرأي العام هو ما تقوله صحف وقنوات النظام.
المتأمل لواقع الديمقراطيات في العالم يجد أن المشهد أو العمل السياسي يقوده حزبان قويان متكافئان في الفرص بالفوز بالانتخابات وثمرة التنافس بينهما تنعكس على حياة المواطن برفاهية العيش والعدالة الاجتماعية وحفظ الكرامة الإنسانية وفوق ذلك يسود المجتمعات التسامح ففي أمريكا الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري وفي بريطانيا حزب العمال وحزب المحافظين وغيرهما من الدول . أما في بلادنا نجد عددا مهولا من الأحزاب ولكنها أحزاب ضعيفة من حيث البناء والتخطيط وتفتقر إلى قيادات رشيدة وتعتمد على الخطابات السطحية والوعود الكاذبة في تحقيق مكاسب سياسية حزبية ضيقة لا تعود فوائدها على المواطن. فتشتت الأحزاب وضعفها كان من نتائجه التمكين للمؤسسة العسكرية حتى صارت في دولتنا ملكية عسكرية فيها من التوريث ما فيها وإبقاء الحاكم إلى أن يتوفاه الله مهما عجز وأقرب وأصدق مثال على ذلك إصرار المؤسسة العسكرية في بلادنا على ترشيح رئيس على كرسي متحرك ليفوز فوزا كاسحا على منافسين كرتونيين واعتدنا على هذا الأسلوب المخادع فمن الاستقلال كل من وصل لسدة الحكم بمباركة العسكر يروج له على أنه هبة السماء المنزل على الشعب فإما هو أو الطوفان لأن المستفيدون من بقائه كثر مافيا الورزاء ورجال الأعمال والمنتفعين ممن أمسكوا بزمام إقتصاد دولتنا ولكن الأسئلة التي تتردد بإلحاح ما الذي تجنيه هذه الأحزاب من الخوض في الانتخابات التي نتائجها محسومة سلفا لماذا تراهن على حصان خاسر ؟! فلم يحدث أن فاز في بلدنا حزب منافس لأحزاب المؤسسة العسكرية “ذي القناع المدني” فلماذا يصبغون هذه الانتخابات بصبغة الشرعية ؟ هل هناك صفقات سرية لا نعلمها ؟ ما الذي يجعل الأحزاب تنافس الأفلان و الأرندي الذي هما الفائزان حتما ؟ وما الذي يجعلهم يدخلون في انتخابات تسخر لها كل امكانات الدولة المادية ومن ورائها ماكينة إعلامية وتزويرية ضخمة ورجال أعمال موقنون لأن مصلحتهم في فوز أحزاب المؤسسة العسكرية .
إن أصغر تلميذ في المرحلة المتوسطة لو سئل عمن سيفوز أحزاب العسكر أم أحزاب المعارضة فبالتأكيد لن تعييه الإجابة ! ولكن الأغرب ما في الأمر أن تخرج الأحزاب المشاركة في المسرحية وتشجب وتستنكر وتقول أن الانتخابات مزورة .