إذا كانت المحطة الانتخابية لـ23 نوفمبر قد وضعت أوزارها، إلا أنها حملت معها إحدى المفارقات المثيرة للجدل، إذ أن محمد بوفادن أو الحاج محمد كما يحلو لمواطنيه تسميته، أقدم رئيس بلدية في ولاية معسكر، إن لم يكن من بين الأقدم على المستوى الوطني؛ فالرجل ذو 68 عاما انتخب لرئاسة بلدية السهايلية يوم ترقية المنطقة إلى مصاف بلدية سنة 1984. ومنذ تلك الفترة ومواطنوه يجددون عهدهم معه بإعادة انتخابه لسبع عهدات متتالية.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإنه في سنوات الثمانينات كان تحت لواء الحزب الواحد جبهة التحرير الوطني ثم مندوبا تنفيذيا بعد حل المجالس المنتخبة المنبثقة عن انتخابات 1990، قبل أن يدخل غمار التعددية بأن يكون عضوا مؤسسا لحزب التجمع الوطني الديمقراطي سنة 1997 الذي لا يزال تجدد له العهدات تحت لوائه. الرئيس الجديد القديم لبلدية السهايلية الذي حصد 13 مقعدا لفائدة حزبه الأرندي من اصل 15 مقعدا التي يتشكل منها المجلس إثر حصول مرشح جبهة التحرير الوطني على مقعد وحيد ومثله للحركة الشعبية الجزائرية التي يرى بأن الفرق بين الأمس واليوم في مجال تسيير البلديات ليس شاسعا، غير أن ما يفرق هو وجود برامج التنمية وهو ما لم يكن متاحا من قبل بسبب ظروف الجزائر آنذاك ماليا.
كما أنه من بين الفوارق، تصاعد مستوى طلبات المواطن، إذ يرى شيخ بلدية السهايلية بأن ما كان يطلبه المواطن قبل 30 سنة يختلف تماما عما يطلبه اليوم بفعل التطور التكنولوجي وتصاعد المستوى الحضري للمدينة أو الريف على حد سواء. ويقول عدد ممن التقتهم الشروق اليومي ببلدية السهايلية بأنهم سيبقون ملتزمين بالوقوف مع المير الذي لم يروا لحد الآن بديلا عنه إذ أكدوا إعادة تجديد الثقتهم فيه مرات ومرات طالما أنه الأصلح للوقت الراهن. ويصر المواطنون على أن منطقتهم الريفية المعزولة جغرافيا تعرف طفرة حقيقية في مجال التنمية لم يكن لها أن تتجسد لولا الوقوف المستميت للمير. وأشاروا إلى أن وصول غاز المدينة لمنطقتهم ووجود الماء والكهرباء والتهيئة الحضرية ومختلف الخدمات الصحية والتربوية والبريدية فيما تبقى بعيدة المنال حتى في بعض المناطق التي هي قريبة من عاصمة الولاية.