حذرت صحيفة “نيويوركر” الأمريكية من العودة الوشيكة لمقاتلي تنظيم الدولة داعش إلى بلدانهم الأصلية، بعد اندحار التنظيم بمعاقله بسوريا والعراق وليبيا.
وأفاد التقرير نقلا عن ريموند ثوماس، رئيس قيادة العملية الخإصة قوله :” قتلنا بحسب التقديرات المتحفظة 60 إلى 70 ألفا”، معلقا :” عدد القتلى الكبير، الذي خدعنا سابقا في فيتنام، خفف اليوم في أمريكا من المخاوف بخصوص انتقام مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب، حيث قال مدير الهيئة المشتركة للبنتاغون الجنرال كنيث ماكنزي جونير، للصحفيين بثقة هذا الشهر: (لا نرى أعدادا كبيرة تخرج من مناطق تنظيم الدولة؛ لأن معظم هؤلاء الناس ماتوا الآن.. ولا يستطيعون القيام بالأنشطة السابقة التي فعلوها ليظهروا أنهم دولة”، لكن المجلة تستدرك بالقول :” الحسابات مهمة بعد أن سقطت (الخلافة): فكم مقاتلا نجا؟ وأين هم؟ وما هو التهديد الذي يشكلوته؟ فبين 2014 و2016 كان مرتكبو الهجمات الإرهابية كلها، ماعدا أربعة من 42 هجوما، على علاقة بتنظيم الدولة، بحسب ما صدر عن شبكة الوعي بالتطرف التابعة للمفوضية الأوروبية في يوليو”.
وأفاد التقرير :” هنالك تقرير سيتم نشره قريبا من مجموعة صوفان وشبكة الاستراتيجية العالمية يفصل بعض الأجوبة، حيث غادر على الأقل 5600 شخص من 33 دولة إلى بلدانهم، ومعظم الدول لم تقم بإحصاء العدد بعد، مشيرة إلى أنه في المعدل فإن 20% إلى 30% من المقاتلين الأجانب من أوروبا عادوا إلى بلدانهم، “مع أن تلك النسبة تصل إلى 50% في بريطانيا والدنمارك والسويد، وهناك آلاف آخرون ممن قاتلوا مع التنظيم عالقون على الحدود مع تركيا والأردن والعراق، ويعتقد أنهم يحاولون العودة إلى بلدانهم”، لافتا :” كثيرا من الدول تواجه تحديات مشابهة، حيث اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا العام بأن 10% من أكثر من تسعة آلاف مقاتل من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق الذين ذهبوا إلى سوريا أو العراق عادوا إلى وطنهم، و(قد أعطاني الروس أرقاما أعلى من ذلك سرا)”.
وتابعت المصادر ذاتها :” التقرير المعنون بـ(ما بعد الخلافة: المقاتلون الأجانب وتهديد العائدين) يشير إلى أن الدول في جنوب شرق آسيا مثل الفلبين، وشمال أفريقيا مثل ليبيا، مهددة بالذات، ليس لأن المقاتلين منها يتوقع عودتهم فحسب، بل لأن مقاتلين من بلدان أخرى أخرجوا من مناطق حكم التنظيم لا يستطيعون أو لا يريدون العودة لبلادهم، فهناك المئات من المقاتلين الذين يعتقد بأنهم يبحثون عن ميدان قتال آخر أو دولة مسلمة يمكن أن يلجأوا إليها”، مضيفة :” التقرير حذر من أن مستقبل تنظيم الدولة قد يعتمد على العائدين، “ومع انحسار السيطرة الفعلية للتنظيم، والحرمان من وجود علني، ستنظر قيادة التنظيم إلى مؤيدين في بلدان آخرى، بمن فيهم العائدون لإبقاء الماركة الخاصة بهم على قيد الحياة”، لافتة إلى أن الأثر النفسي لتجربة الجهاديين الماضية مع التنظيم، وعدم وضوح مستقبلهم، قد يكونان أمرا مفصليا، مثله مثل الالتزام الأيديولوجي في تحديد ما يفعلونه لاحقا، وقال التقرير إن “تنظيم الدولة استغل خيبة الأمل من السياسة التقليدية، وعدم الثقة بمؤسسات الدولة”.
ونقلت “نيويوركر” جزء من هذا التقرير الذي قالت فيه :” من غير المحتمل أن يمر معظم العائدين بتجربة قوية مثل تلك التي مروا بها مع تنظيم الدولة، سواء كانوا يقاتلون على الجبهة أم لا.. وقد يكون العائدون عرضة بالذات للاتصالات من الناس الذين جندوهم، أو طلب العون من رفاق السلاح، ويحتمل أن يزيد تأثيرهم وتفاعلهم مع ازدياد أعدادهم”.