قامت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بالحديث في عددها لليوم الإثنين عن معركة “تحرير الموصل” وطرد تنظيم الدولة داعش، معتبرة أن هذه المعركة ستكون علامة فارقة في تاريخ التنظيم.
وقالت الصحيفة في تقريرها :” الجهاديون محاصرون محاصرون ومفككون، لكنهم لم ينتهوا بعد، ونقلا عن محللين قولهم إن التنظيم عاد لتبني أساليبه الأولى، وهي حروب التمرد وليس بناء دولة كما أعلن مؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي، مشيرين إلى أن التنظيم يبدأ مرحلة جديدة من حياته، حيث تحول إلى حركة تمرد قادرة على إلهام الجهاديين حول العالم، مضيفا نقلا عن حسب حسب وهو الذي يعمل في مركز “تحرير” بواشنطن قوله :”خسارة التنظيم مناطقه تعد “ضربة لمشروع بناء الدولة، فلم تعد الخلافة موجودة، وسيتقلص الدعم والتجنيد، إلا أن تنظيم الدولة يعد اليوم منظمة دولية، ويحتفظ بقدرات على النمو”.
وأشارت الصحيفة :” تفوق تنظيم الدولة على الجماعات الأخرى، مثل تنظيم القاعدة، حيث سمحت تجربة التنظيم في بناء إدارة المدن والمؤسسات لتحقيق مصداقية بين الجهاديين في العالم، لافتة إلى أنه مع بدء تراجع سيطرته على المناطق، فإن كادره من الفنيين والدعائيين والناشطين سيستثمرون في تجربة الجماعة، ويطبقونها على العمليات في المستقبل”، مشددة:” التنظيم لم يخسر بعد بالكامل، فلديه سيطرة على الحويجة وتلعفر ومناطق أخرى في الأنبار، أما في سوريا فتقلص وجوده في الرقة، التي تتعرض لهجوم الآن، ولا يزال يقاتل في مدينة دير الزور، التي يسيطر على معظمها”.
وأكدت “النيويورك تايمز” :”هناك الكثير من قادة التنظيم الذين كانوا في الرقة ممن انتقلوا إلى بلدة الميادين، التي تبعد 110 أميال عن جنوب شرق الرقة، حيث يقول مسؤولون أمريكيون إن القادة نقلوا معهم أفضل الخبرات والمسؤولين عن التجنيد والتمويل، وتم نقل بعض القادة من الرقة إلى البلدات التي لا تزال تحت سيطرتهم، وتمتد من دير الزور إلى البوكمال، مشيرا إلى أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية تقوم باستهداف هذه المناطق، إلا أن الحرب على ما يطلق عليها عاصمة الخلافة قد تستمر لأشهر”، مستطردة بالقول إن ما بعد معركة الموصل والرقة سيكون مرحلة جديدة في تاريخ داعش، معلقة :” العملية على الرقة والموصل هي بداية لفصل آخر في تاريخ التنظيم، الذي يعود بجذوره إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وأعاد ترتيب نفسه من جديد عام 2011، حيث منحت الحرب الأهلية له فرصا عدة، وقام بإرسال الناشطين لبناء قواعد جديدة له، بما في ذلك في مدينة الرقة، التي أصبحت عاصمة التنظيم الإدارية، ومنها انطلق التنظيم نحو العراق، حيث انطلق منها عام 2014 لاحتلال الموصل، حيث أكد البغدادي أن جنود تنظيم الدولة ليسوا متمردين فقط، بل هم بناة للدولة التي أطلق عليها اسم الخلافة”.
وختمت الصحيفة بالقول :”لم يتم التخلص من التنظيم على العالم الافتراضي، وتظل مواده المشفرة والمتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي مادة دعائية مهمة للشباب الباحث عن بديل لحياته المملة التي يعيشها، ومن هنا يتعامل التنظيم مع خسائره المناطقية على أنها نكسات مؤقتة يمكن تجاوزها، بل إنه حضر نفسه لها منذ وقت طويل”.