قالت مجلة “ناشونال إنترست” إن الأزمة القطرية الخليجية كشفت وبشكل واضح السياسة الحمقاء للولايات المتحدة الأمريكية بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة.
وقال التقرير :”الأزمة، التي بدأت تكبر ككرة الثلج، بعد فترة قصيرة من عودة الرئيس دونالد ترامب من أول زيارة خارجية له، عرت حماقة الدعم الأمريكي المؤيد وبلا خجل للسعودية”، مضيفا :”السعودية وحلفاءها السنة استخدموا مبرر الدعم القطري للإرهاب والجماعات المتشددة لقطع العلاقات وفرض حصار على هذه المملكة الخليجية الصغيرة، وفي الوقت الذي عبر فيه ترامب عن دعمه الخطوات السعودية في بداية الأزمة ءحيث قام دعمه على استعراض للقوة وليس تفكيرا حذراء أصبح نطاق الأزمة الكامل واضحا لاحقا، وشرحه له فريقه للأمن القومي”.
وتابعت الصحيفة الأمريكية :”محاولة ترامب لتشكيل تحالف ضد إيران كانت تنهار، وبدأت التصدعات تتشكل بين حلفاء الولايات المتحدة، وبالتالي فإن هناك أهمية لفهم الوضع، خاصة أن في قطر أكبر حضور عسكري أمريكي في الشرق الأوسط، ومن قاعدتها الجوية يتم شن معظم الغارات على تنظيم الدولة”، مشددة :”الأزمة الأخيرة أدت إلى انقسام بين دول المنطقة، بمن فيها دول تقيم الولايات المتحدة علاقات قوية معها، حيث وصفت تركيا الحصار بغير الإسلامي؛ لأن التحالف السعودي فرضه في شهر رمضان، وقامت بنقل الجنود والمعدات العسكرية لقاعدتها العسكرية هناك، بالإضافة إلى أن إيران استغلت الفوضى وبدأت بإرسال المواد الغذائية والمشروبات إلى قطر”.
ولفت كاتبا التقرير وهما الباحثان ميتشل بلات وسومانترا بيترا إلى :”جذور الأزمة القطرية بين السعودية وقطر تعود إلى عام 1995، عندما قام الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالسيطرة على السلطة في انقلاب أبيض، ودعم الشيخ الجديد إصلاحات محدودة، وزاد من إنتاج النفط وتأثير البلاد في المنطقة، ويواصل ابنه الأمير الحالي سياساته، ولأن السعودية والإمارات تخشيان انقلابا في القصر فهما تعارضان سياسات قطر”، مستدركان :”رغم تحسن العلاقات بين الطرفين مع مرور الوقت، إلا أنها لم تتعاف أبدا، خاصة أن قطر واصلت سياستها التي كانت أكبر من حجمها، ودعمت حركات ومنظمات إسلامية، مثل الإخوان المسلمين وحركة حماس، وهو ما وضعها في مقدمة اللعبة السياسية في الشرق الأوسط، وهو موقع احتلته مع بداية ثورات الربيع العربي، ووضعت ثقلها خلف الثورة السورية، وحصلت توقعات الحكومة المصرية الأسوأ عندما وصل الإخوان مدعومين من قطر إلى السلطة، وملأوا الفراغ الذي تركه حسني مبارك”.
ليختم الكاتبان تقريرهما بالإشارة :”تغير التوجهات يعني عدم الالتزام بالسياسة لمدة طويلة، فلو كان هناك مسؤولون عقلانيون في واشنطن لتركوا الشرق الأوسط، ولتوقفوا عن دعم السعودية وحربها الانتحارية في اليمن وحروب الوكالة في سوريا، ولركزوا على تحسين حياة الآلاف من الناس ممن صوتوا للتغيير، وبدلا من ذلك تعرض ترامب للإكراه من السعودية، وتم جره إلى نزاع سيزيد من زعزعة استقرار الخليج، ويثير حروب الوكالة”.