خبر- 1 شهدت فرنسا انسحابات متتالية من صفوف وزراء حكومة إدوارد فيليب بسبب تورطهم في قضايا فساد وإخلال بالمعايير الاجتماعية للبلاد وأجبروا على الاستقالة من أجل التمكن من الخضوع لجهات التحقيق إذ تقدم أربعة وزراء فرنسيين من بينهم ثلاثة من الحزب اليميني الوسطى “الحركة الديمقراطية” (موديم) المتحالف مع الرئيس إيمانويل ماكرون باستقالتهم. خبر- 2 عزل البرلمان الكوري الجنوبي في ديسمبر الماضي باك كون هي 65 عاما أول سيدة تتولى رئاسة كوريا الجنوبية، من منصبها بتهمة التواطؤ مع تشوي لابتزاز شركات كورية جنوبية كبرى من بينها سامسونج والسماح لصديقتها بالتدخل في شؤون الدولة وجرى اعتقال رئيسة البلاد السابقة باك كون هيه ونقلها إلى مركز احتجاز جنوب العاصمة سول بعد أن أصدرت محكمة سول أمراً بتوقيفها. عندما أقرأ مثل هذه الأخبار وأشاهد هؤلاء الرؤساء والوزراء يخرجون من بيوتهم مصفدي الأيدي وأرى هؤلاء المسؤولين السابقين في شاشات القنوات التلفزيونية يدخلون المحاكم لكي يجيبوا عن التهم الموجهة إليهم أقول في نفسي هذه هي العدالة التي نريدها في الجزائر.
لا نريد عدالة تطبق على الضعفاء وتجرجر المواطنين البسطاء أمام العدالة بسبب شيك تافه بقيمة ألفين دينار أو سرقة دجاجة بينما الكبار الذين يسرقون الملايير لا يوجد قاضٍ واحد يأمر بفتح تحقيق معهم. وفي الوقت الذي تقوم فيه العدالة الفرنسية ونظيرتها الكورية بمحاسبة الرؤساء و الوزراء والنواب والمستشارين حول طرق صرفهم للمال العام أثناء تحملهم المسؤولية نرى كيف أنه في الجزائر لم تتجرأ وزارة العدل على فتح تحقيق في الأخبار الواردة عن سرقات عبد السلام بوشوارب و اويحيى و سلال و غول وغيرهم من المسؤولين الكبار فصناديق وميزانيات عمومية كثيرة تعلن إفلاسها دون أن تتم محاسبة المسؤولين عن هذا الإفلاس. بالإضافة إلى الولاة وكبار المدراء الشركات كبرى استفادوا من الدعم العمومي قنوات القطب الإعلامي العمومي و صناديق التقاعد و الخطوط الجوية «مكاين غير كول الغلة وسب الملة». في اليوم الذي سنرى فيه الوزراء والولاة والبرلمانيين والمسؤولين الكبار في الدولة والجيش والقضاة يقفون أمام العدالة بسبب تبذيرهم للمال العام آنذاك سنقتنع بأن هناك إرادة حقيقية لإصلاح القضاء في هذه البلاد. أما إذا استمر القضاء الجزائري في الاستقواء على الضعفاء والبسطاء ومن لا « معريفة» له في البلاد فإن الجميع سيقتنع بأن القضاء خلق في بلادنا للفقراء وليس لكافة الموطنين.
ليست هناك طريقة لشرح ما وصلت إليه الرشوة والسرقة في البلاد أكثر من تلك النكتة التي تقول إن أحد وزراء التجهيز ذهب في زيارة رسمية بدعوة من نظيرة في حكومة بلد بأمريكا الجنوبية وعندما انتهيا من الأكل قاما إلى النافذة فأشار وزير التجهيز بأصبعه نحو قنطرة وشرح لنظيره كيف أن التصميم الأصلي فيه أربع ركائز لكنه وضع ثمن ركيزتين في جيبه وشيد القنطرة فوق ركيزتين فقط انتهت الزيارة وعاد وزير التجهيز إلى الجزائر وعندما جاء دوره لدعوة نظيره في التجهيز دعاه وأعد له الطعام في بيته وعندما انتهيا قاما إلى الشرفة فأشار له وزيرنا بأصبعه إلى مكان وجود إحدى القناطر وقال له: – انظر لتلك القنطرة كم هي جميلة ورائعة… ففتح الوزير الضيف عينيه جيدا لكي يرى القنطرة التي يتحدث عنها نظيره في التجهيز لكنه فشل في رؤيتها فالتفت إليه وقال له: لم أرى أي قنطرة فهل تمزح معي… فنفث وزيرنا دخان سيجارته في وجه ضيفه وقال له باسما: – كانت ستكون هناك قنطرة ولكن لم نبنيها ووضعنا ميزانيتها في جيبي.