وصفت جريدة “ميدل إيست آي” البريطانية العلاقة بين جماعة الاخوان المسلمين ودول مجموعة التعاون الخليجي بالمبهمة، مشيرة أن البداية جاء مع بداية إكتشاف النفط.
وقالت الصحيفة :”كانت قطر وجاراتها الدول الخليجية بحاجة لموظفين يشغلون الشواغر في المؤسسات التعليمية الناشئة والقضاء، فرحبت بالمتعاطفين مع الإخوان الفارين من سجون عبد الناصر في مصر، منذ تلك الحقبة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تغيرت مواقف تلك الدول تجاه الإخوان المسلمين بشكل كبير، ما يعكس مدى التأثر محليا بالحركة، وكيف ينظر كل نظام في الخليج لمدى خطورة الإخوان المحليين عليه”، مضيفة :”معاملة الحكومات معهم تعتمد بشكل عام على مستوى المشاركة السياسية المسموح بها، ومدى ارتباطهم بالمعارضة الأوسع في نظر تلك الأنظمة، ويبدو أنه ينظر للإخوان المسلمين على أنهم أكثر خطورة سياسية في الأنظمة المغلقة، مثل السعودية والإمارات، حيث قام أشخاص مرتبطون بالإخوان بالمطالبة بإصلاحات خلال ثورات الربيع العربي، أكثر من دول مثل البحرين والكويت، حيث يشارك الإخوان في الانتخابات البرلمانية”.
وأكد التقرير :”الدول التي تستوعب الإخوان أو تعمل بجانبهم، تشعر بخطر أقل من ناحيتهم، على المستوى المحلي أو في الخارج، كما هو حال قطر، أما الإخوان القطريون فإنهم قاموا بحل تنظيمهم في 1999، وكان تركيزهم على الإصلاحات الاجتماعية بدلا من الإصلاحات السياسية، ولا يبدو أن للحركة المحلية طموحات أبعد من الجوانب الفكرية والروحية، ولم تتحول هذه الحركة إلى حركة إصلاحية ناشطة، ربما بسبب عدم وجود فرص سياسية، أو الرضا عن النظام القائم، بالإضافة إلى أن إعلان النظام القائم عن الحاجة للإصلاحات الديمقراطية يلغي مساحة المعارضة والتحريض، وفي المحصلة ساعدت هذه العلاقة غير الصدامية على جعل قطر أكثر تقبلا للإخوان المسلمين في داخلها وخارجها”، مواصلا :”سبب دعم قطر للإسلاميين في الخارج يهدف إلى حد كبير لتوسيع نفوذها على المستوى العالمي، وليس بهدف ترويج أيديولوجية معينة، ولو كان هدف قطر دعم الأيديولوجية الإسلامية لفعلت ذلك في بلدها، ورغبة قطر في التعامل مع الإخوان في الخارج ناتجة عن رغبة في تمييز نفسها عن السعودية”.
وعلقت الكاتبة وهي كورتني فرير الباحثة في مدرسة لندن للاقتصاد في جامعة لندن بالقول :”سبب دعم قطر للإسلاميين في الخارج يهدف إلى حد كبير لتوسيع نفوذها على المستوى العالمي، وليس بهدف ترويج أيديولوجية معينة، ولو كان هدف قطر دعم الأيديولوجية الإسلامية لفعلت ذلك في بلدها، ورغبة قطر في التعامل مع الإخوان في الخارج ناتجة عن رغبة في تمييز نفسها عن السعودية”، مشددة :”أحد الأسباب الرئيسة لخلاف قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي عام 2014، هو سياساتها خلال ثورات الربيع العربي، وهي عامل مساعد أيضا للأزمة الحالية، ما أبعدها بشكل أكبر عن دول الخليج المجاورة، التي قادت ثورة مضادة ضد الثورات الشعبية في المنطقة”.
وواصل التقرير الحديث عن قطر، إذ أفاد :”قطر شاركت بفعالية، فكانت أول بلد يعترف رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، واستضافت اجتماعا لمجموعة أصدقاء ليبيا، وأرسلت ست طائرات مقاتلة لتشارك طائرات الناتو في فرض الحظر الجوي في مارس 2011″، موردة :”قطر أثارت الجدل في دعمها للجماعة الليبية المقاتلة (إسلامية سلفية)، التي يرتبط بها محمد علي الصلابي، الذي عاش في قطر لحوالي عشر سنوات، بالإضافة إلى أن دعم قطر لإسلاميي ليبيا كان له أثر على مجريات الأمور في الأزمة السورية، حيث وصلت المساعدات لسوريا عن طريق الثوار الليبيين، الذين سيطروا على ليبيا بعد القذافي، ودعمت قطر كلا من جبهة النصرة وأحرار الشام، مع إصرارها على أنها تدعم المقاتلين ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، ولا تهدف لتأييد أي اتجاه سياسي”.
وختمت “ميديل إيست” تقريرها بالقول :”بغض النظر عن حظر الإخوان المسلمين في دول الخليج من عدمه، وبعيدا عما سيحصل لقطر، فإن التأييد لهذه المعتقدات سيبقى، وفي الوقت ذاته سيستمر الزعماء في كل من السعودية والإمارات في تشككهم تجاه الإخوان؛ لثلاثة أسباب أساسية: لا يمكن شراء فكرهم، وللحركة جذور دولية، وارتباط حركات محلية طالبت بإصلاحات سياسية خلال الربيع العربي بالإخوان، بناء على ما تقدم، فإنه من الصعب التوصل إلى حل وسط مع الإخوان أو الحركات المرتبطة بهم، وهذا سيجعل التوصل إلى حل في الأزمة الحالية أمرا صعب المنال”.