توقفت صناعة الآلهة البشرية والديكتاتوريين في الدول المتقدم مند نهاية الحرب العالمية الثانية ولكن صناعة الديكتاتور مازالت في دول العالم الخامس حيث تقوم مجموعة من البشر بتحويل الحاكم إلى ديكتاتور بالمعنى الكامل وهم مجموعة من الشياتين منهم سياسيون وصحفيون وإعلاميون والبعض من بقايا نظام سابق من قيادات نقابات عمال حيث كانوا وثيقي الصلة بنظام سابق واشتركوا وتربحوا من فساده وتحولوا من أعوان الديكتاتور السابق إلى أول المؤيدين والمزايدين بسبب وبدون سبب لديكتاتور جديد.
العبيد أو الشياتون أو المطبّلون أو صانعو الديكتاتوريات وممجّدوها تختلف الأسماء والفئة واحدة والمنهج واحد والطريق واحدة والصناعة واحدة..هم نوع من البشر يختلفون في كلامهم ومعاملاتهم عن بقية البشر أناس بلا إنسانية وبلا أخلاق يمجدون المستبد ويقدسون الديكتاتور ويصنعون الفرعون وبدون ثمن فقط لإشباع رغباتهم في الطاعة العمياء وغريزتهم في عبودية بشر صنعوا منهم آلهة لا يسألون عما يفعلون من فساد وسرقة للبلاد والعباد ولا يعاتبون عليهم إذا استبدوا ولا يحاسبونهم إذا أخطئوا….في الجزائر هم الآن المطبّلون للقايد صالح يمجدونه حتى دون أن يفهموا ما يقوله كلامه حكم ونظرياته علم يستدل به وهو الوحيد الذي يحق له التفكير والتخطيط ودورهم هم فقط قد صدق قايد صالح فيما قال وأصاب فيما فعل وحتى لو ناقض فعله كلامه هو القايد صالح خلق عندهم ليمجد هم الذي كانوا سابقا يهتفون باسم الجنرال توفيق ويعظمون بوتفليقة على علته ويتعاطفون مع خالد نزار رغم جرائمه ويؤيدون الانقلاب الدموي في العشرية السوداء… فتجدهم جميعاً بلا قضية والأشد من ذلك بلا إنسانية و حين يدقّق المرء جيدا في السياق المسرحي الذي ظهر عبره الجنرال القايد صالح والخطاب الإعلامي/الاجتماعي الذي رافق تحوله السريع من عسكري بلا مواهب أو مآثر تذكر إلى منقذ ومخلّص وزعيم قومي فسوف تعثر حينها دون عناء كبير على آليات صناعة الديكتاتور.