بعد خسارة قاعدتها الخلفية في غرب ليبيا والتي تمثلت في مدينة غريان تركت قوات المشير خليفة حفتر وراءها جرحى ومركزا للقيادة وأسلحة وذخيرة حيث خسرت هذه القوات غريان بالسرعة نفسها التي سيطرت فيها عليها بداية ابريل وكانت قد حوّلتها إلى مركز عمليات ونقطة انطلاق لمشروع السيطرة على طرابلس على بعد حوالى ألف كيلومتر من بنغازي المعقل الأساسي في الشرق.
وبعد 48 ساعة على ما يمكن أن يشكّل نقطة تحوّل في سياق المواجهات المسلّحة بين القوى الليبية المتصارعة زار فريق من فرانس برس هذه المدينة الجاثمة على مرتفعات جبل نفوسة والتي لم تمنع مشقة الوصول إليها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني وأخرى مناهضة لحفتر من شن هجوم خاطف عليها ويشرح اللواء أحمد أبو شحمة خلال جولة ميدانية أنّ سرعة الهجوم وعنصر المفاجأة وتمرّد السكان بثّت الرعب بين القوات المولية لحفتر ويؤكد أنّ “حفتر خسر مركز عملياته الرئيسي في المنطقة وخط إمداداته لافتاً إلى أنّ سرعة استعادة المدينة لم تكن لتتم بهذه السهولة لولا مساعدة السكان المسلحين وبدوره يتحدث عبد المجيد زويط أحد السكان عن ذهابه إلى المسجد للمرة الأولى منذ دخول قوات حفتر إلى هذه المدينة التي تضم نحو 200 ألف نسمة لكنّهم منقسمون على غرار بقية ليبيا بين مؤيدين لحفتر ومناهضين له ويقول “لم أغادر منزلي لأكثر من 80 يوماً مؤكداً أنّه كان يتخفى بسبب مناهضته لحفتر.