في وقت مازالت تواصل فيه المصالح الأمنية المختصة تحقيقاتها في قضية اغتيال الشرطي عمار بوكعبور، و تناسل الروايات و القصص و الإشاعات حول حادث اغتياله والجهة التي نفذت هذه العملية وحتى الوسيلة المستعملة في الجريمة، على بعد ستة أيام من ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء، فقد أكد مصدر لأحد وسائل الإعلام الوطنية، أن الوسيلة المستعملة كانت مسدسا أوتوماتيكيا وليس كلاشنيكوف كما تم تداوله، ما يجعل فرضية أن تكون العملية إرهابية مستبعدة، ولا دليل لها، خاصة أن الاستناد على إعلان ما يسمى بوكالة أعماق التابعة للتنظيم الإرهابي التي قالت إن منفذي العملية تابعون لداعش غير مؤسس، باعتبار أن هذه الوكالة ربطت الكثير من الأحداث بداعش بحثا عن الإشهار المجاني للتنظيم الإرهابي.
و قد تعددت الروايات حول هذه الحادثة إلى حدود التناقض، بين من تكلم عن كون الجناة استعملوا سيارة من نوع لوغان، وبين من تحدث عن فرار الجناة الثلاثة على أقدامهم إلى حي الأمير عبد القادر المعروف باسم الفوبور، الذي كان منطقة حمراء في العشرية السوداء ولكنه صار آمنا الآن وشبه شاغر من السكان بعد ترحيل الآلاف من ساكني الأكواخ القصديرية فيه.
وفي تصريح للسيدة زكية بريك والدة الشرطي عمار بوكعبور المغتال بأربع رصاصات غادرة، يوم الجمعة المنصرم في مطعم بحي الزيادية بقسنطينة، لأحد وسائل الإعلام الوطنية، إنها تتمنى الإسراع في القبض على المجرمين الذين اغتالوا ابنها، الذي تربى يتيما بعد أن فقد والده وهو دون سن السادسة وهو أصغر إخوته، ليعرف أبناؤه نفس مصير اليتم، وهم دون السادسة من العمر أيضا، وسردت السيرة الذاتية لابنها الذي يشتغل حافظ شرطة بمصلحة الأمن الحضري الثاني عشر، ضمن فرقة الشرطة القضائية، وليس ضابط شرطة، ولم يسبق أن تعرض لأي تهديد أو كانت له عداوات مع أي كان بدليل تحركه في كل مكان، وعمله الليلي بطريقة عادية.
ويعتبر الشرطي عمار بوكعبور أصغر إخوته الستة، حيث يعاني شقيقان له من مرض عقلي، وثالث في صحة جيدة، إضافة إلى ثلاث شقيقات متزوجات، وقد تكفل الشرطي ضحية الجريمة، بمساعدة عائلته، خاصة أخويه المريضين، ماديا ومعنويا وطبيا، قبل أن يقرّر الزواج منذ خمس سنوات، حيث رزق بابنتين في الرابعة والثالثة من العمر على التوالي، كما كان ينتظر بشغف مولودا ذكرا من زوجته الحامل الماكثة بالبيت، وتمنّت والدته من أصحاب الألسن الطويلة الكفّ عن التعرض لسيرة ابنها الذي أجمع الناس على أنها كانت بيضاء، بدليل الحضور القوي للمعزين من كل مناطق الوطن إلى بيت العائلة في حي الزاوش، وأيضا أثناء تشييع جثمانه في المقبرة المركزية بقسنطينة.
و أمام تناسل الروايات و الحكايات و الإشاعات مازال الرأي العام ينتظر نتائج التحقيقات التي تباشرها الجهات المختصة للكشف عن قتلة المرحوم عمار بوكعبور، لكن الحقيقة الوحيدة هي أن الراحل أبى القدر إلا أن يعيش يتيم الأب و يموت تاركا ابنتين و طفل في بطن أمه يتامى الأب.