يمكن لأقمار التجسس الصناعية مراقبة كل حركة من حركات الشخص المستهدف حتى وإن كان الهدف موجوداً في منزله أو في أعماق مبنى ضخم أو مسافراً في سيارة على الطريق السريع ومهما كانت حالة الطقس غائم أو ممطر أو عاصف. باختصار لا يوجد مكان على وجه الأرض يمكن الإختباء فيه. لا يتطلب الأمر سوى ثلاثة أقمار صناعية لجعل الكرة الأرضية تحت المراقبة التجسسية المستمرة. وبالإضافة إلى قدرة الأقمار الصناعية على تعقب كل حركة من حركات الشخص وإرسال البيانات إلى شاشة كمبيوتر على الأرض فإن لديها قدرات مدهشة أخرى بما في ذلك التنصت على المحادثات والتحكم بالأجهزة و الأدوات الإلكترونية لاسلكياً وكذلك مهاجمة الأشخاص المستهدفين.
وقد كشفت الوكالة الفضائية الجزائرية عن أولى الصور التي إلتقطتها الاقمار الصناعية لعدة ولايات من الوطن.و اضافت الوكالة أن العمليات نفذت من قبل مهندسين جزائريين وتمت العملية بشكل مستقل. وتظهر الصور الصناعية الملتقطة حديثا من الفضاء كل من ميناء وهران ولملعب الجديد في نفس الولاية و مدينة ورقلة وميناء وملعب سكيكدة.
ان الأقمار الصناعية التجسسية تنتهك حق الناس في الخصوصية ولا تعرف الأسباب التي تحمل الحكومة على إخضاع الشعب للرقابة عبر الأقمار الصناعية ولكن للإجابة على هذا السؤال يجب إدراك حقيقة أن الطبقة الحاكمة هي وحدها من لديها القدرة على الحصول على الخدمات التجسسية للأقمار الصناعية. و لا يمكن سوى للأثرياء والأقوياء التفكير في وضع الشعب تحت رقابة الأقمار الصناعية. إلا أنه لا ينبغي القول بأن الضعفاء هم وحدهم من يتعرضون لها. قد يكون غالبية الأشخاص الذين يخضعون لرقابة الأقمار الصناعية من عامة الشعب غير أن الأثرياء والمشهورين والذين يعارضون النظام يمثلون أهدافاً أكثر أهمية فعلى الرغم من نفوذهم إلا أن عدداً منهم قد يقعون ضحية للمراقبة بالأقمار الصناعية.