تحدي كبير تواجهه بلادنا بخصوص القضاء على داء السل الفتاك والمنتشر بنسب مقلقة ومخيفة بين المواطنين مما يعيق الإستراتيجية الوطنية التي تقودها وزارة الصحة للقضاء على السل بواسطة إستراتيجية جديدة تعتمد وسائل وتقنيات متطورة لمحاربة السل.
وتشير أرقام أعلنت عنها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى إصابة نحو 23 ألف حالة بداء السل في السنة الماضية حيث أكد وزير القطاع أنه لم يسبق للجزائر أن سجلت منذ الاستقلال معدل إصابة 60 لكل 10.000 نسمة سنة 2017 موضحا أن 8389 حالة من أصل 28746 حالة سل مسجلة خلال 2017 أي بنسبة 33 بالمائة هي حالات سل رئوي من بينها 7011 حالة معدية وأضاف الوزير أن مرض السل خارج الرئتين يستمر في التصاعد بمعدل إصابة بلغ 77 حالة لكل 10.000 نسمة فعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة لمحاربة هذا الوباء الفتاك ومحاصرته فان السل لا زال يمثل مع الأسف الشديد تحديا حقيقيا ومقلقا للصحة بالجزائر حيث تظهر في كل سنة أزيد من 30 ألف حالة جديدة، مما عقد من مأمورية الجهود المبذولة للقاء على داء السل مما يتطلب بحسب وزير الصحة تكثيف جهود جميع المتدخلين والمرور الى السرعة النهائية في التشخيص المبكر والعلاج لأن هناك صورة قاتمة عن معركة الجزائر ضد داء السل الفتاك لأنه حسب اطباء ميدانيين فنسبة الإصابة بين الجزائريين وبخلاف الرقم الذي قدمه وزير الصحة وصل الى 91 مصابا ضمن 10 ألف نسمة وان الحالات الجديدة تتجاوز 36 ألف حالة سنويا منها 5 آلاف حالة غير معروفة تتحول الى مصدر للعدوى ونشر المرض حيث أن كل مريض قد ينقل العدوى الى 15 شخصا فيما يبقى التحدي الثاني الذي توقف عنده الوزير هو طول الفترة المخصصة للعلاج اقصرها تمتد الى 6 أشهر مما يجعل عدد من المرضى ينقطعون عن اخذ الأدوية، بنسبة تتراوح ما بين 7و20 بالمائة ويتحولون هم أيضا الى قنابل موقوتة لتوسيع قاعدة المصابين بداء السل القاتل وخاصة في ولايات الجنوب والتي تعرف تهميشا كبيرا.