تسبب حادث اشتعال واحتراق سيارة داخل نفق عين شريكي على مستوى الجباحية شمال البويرة، في حالة من الذعر وسط مستعملي الطريق السيار، و الحادث وقع في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء.
و قد نجا العديد من المسافرين ومستعملي الطريق السيار شرق غرب من موت محقق، اختناقا بالدخان الكثيف، حيث أعادت الحادثة الجدل حول مدى توفر ومطابقة إجراءات السلامة والأمن المعمول بها في مثل تلك الحوادث والأماكن خاصة بعد إقرار مسؤولي الجزائرية للطرق السيارة بفقدانها للخبرة اللازمة في هذا الخصوص.
و الحادثة وقعت في حدود الساعة السابعة مساء، أين اشتعلت النيران في سيارة سياحية احترقت لأسباب مجهولة داخل نفق عين شريكي باتجاه قسنطينة، وهو ما تسبب في تراكم كثيف للدخان الأسود داخل النفق كاد أن يؤدي إلى اختناق العديد من أصحاب السيارات التي وجدت صعوبة كبيرة في التحرك والتراجع، فيما اضطر القائمون على تسيير النفق إلى قطع الطريق في الاتجاهين إلى غاية خروج الدخان وإجلاء حطام السيارة عن النفق، هذا الإجراء تسبب بدوره في تشكل طوابير للمركبات امتدت لعدة كيلومترات لاسيما باتجاه قسنطينة، أين وجد أصحاب السيارات أنفسهم عالقين لساعات متتالية، ما حتم إعادة توجيه حركة المركبات نحو الطريق الوطني رقم 5 من طرف مصالح الدرك الوطني التي وجدت صعوبة كبيرة في التحكم بالوضع.
وأعادت هذه الحادثة الجدل حول مدى توفر ومطابقة الإجراءات والوسائل المعمول بها في مثل تلك الحالات والأماكن، خاصة مع عدم توفر مروحات التهوية الكفيلة بتجديد الهواء داخل النفق وتسريب الدخان في حالة الحريق، فضلا عن نقص الإنارة واستمرار الأشغال داخل النفق منذ فتحه ووضعه تحت الخدمة منذ سنوات، فضلا عن نقص وانعدام الخبرة لدى الشركة المسيرة، على غرار طرق التدخل الفعالة لتجنب خسائر وأرواح يمكن تجنبها إضافة إلى ما قد تسببه من أضرار على النفق في حد ذاته.
كل هذا كان محل غضب واستغراب الوالي مصطفى ليماني خلال اجتماع مجلس الولاية الأخير، أين شدد على ضرورة الانتهاء من الأشغال وكذا توفير كامل شروط السلامة بالنفق لتجنب حوادث خطيرة، ليكون رد ممثل شركة الجزائرية للطرقات السريعة أكثر استغرابا حين اعترف بأن مصالحه تفتقد للخبرة اللازمة في تسيير مثل تلك المرافق وهي تحاول اكتسابها بالتدريج من خلال ما يعترضها من مشاكل يومية بتلك الأماكن.