في غياب أرقام رسمية تنتشر الأمراض النفسية ومن بينها الاكتئاب في الجزائر بوتيرة مقلقة تجعله في صدارة الاضطرابات النفسية لدى الجزائريين فقد ذكرت دراسة أن 58 في المائة من السكان يعانون من اضطراب نفسي وأن عدد أطباء النفسانيين الذين يعملون في القطاع العام في الجزائر قليل جدا مقارنةً بالمتوسط العالمي وأن 26,5 في المئة من الأشخاص البالغين 15 سنة فما فوق يعانون من الاكتئاب أي ما يعادل 16 في المئة من السكان وأن 58 في المئة من الجزائريين يعانون من اضطرابات نفسية على رأسها الاكتئاب الذي قد يصل بصاحبه في أخطر حالاته إلى الانتحار.
الاكتئاب والقلق النفسي هما أكثر الأمراض النفسية انتشارا إذ يمثلان ثلث طالبي العلاج الذين يستشيرون الطبيب العام حسب منظمة الصحة العالمية التي تحذر أيضا أنه ابتداء من سنة 2020 سيصبح الاكتئاب ثاني الأمراض انتشارا وتأثيرا بعد أمراض القلب والشرايين مما سينعكس ليس فقط على الأشخاص المصابين وإنما على المجتمعات ككل. وأسباب الإصابة بالاكتئاب في الجزائر كما في العالم متعددة ومتداخلة ومركبة منها نمط العيش والحياة وتزايد الهشاشة التي تشكل عموما في جميع جوانبها النفسية والبيولوجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تربة خصبة لظهور هذا المرض ولهذا يشدد الأخصائيين على الحاجة الملحة إلى سياسة صحية قائمة على التحسيس والتعريف بمرض الاكتئاب وسبل علاجه بناء على معلومات علمية سواء عبر وسائل الإعلام أو أيام تحسيسية وطنية وجهوية لأن تفسير الأمراض النفسية تتداخل فيه جوانب وتأويلات أخرى جزء منها غير علمي لان الحديث عن الاكتئاب يجرنا مباشرة للحديث على الانتحار وتختلف احتمالية حدوث الإنتحار مع مرض الإكتئاب بإختلاف حدته و مدته إن كان عابراً أو مستديماً ووجد العلماء أن هناك بعض مرجحات الإنتحار عند مرضى الاكتئاب مثل : محاولة سابقة لاذاء النفس أو شدة المرض أو إدمان مخدرات أو كحوليات أو مرض جسمي خطير أو مزمن أو فقدان شريك الحياة فزيادة معدل الانتحار المصاحب للاكتئاب خصوصاً عند الرجال يرجع لعدم لجوئهم عادة للمساعدة الطبية مثل النساء فقد تحتاج الدولة لتوفير خطوط ساخنة للعامة للتبليغ عن حالات الاكتئاب الشديد خصوصاً انه لا يوجد دليل على قدرة مضادات الاكتئاب وحدها على تقليل فكرة الانتحار عند المرضى.