في السنوات الأخيرة تتفاجأ مجموعة من الأسر الجزائرية بفساد لحوم أضاحيها في ثاني يوم عيد الأضحى حيث تبدو بلونٍ أخضر مختلط بحمرة اللحوم فيما تنبعث منها روائح كريهة رغم وضعها بعناية في الثلاجة في واقعةٍ غريبة وغير مألوفة بالنسبة لهذه الأسر وقد أبدى نشطاء تخوفهم من تكرار هذه الظاهرة خلال هذه السنة داعيين الأسر الجزائرية إلى توخي الحيطة والحذر خلال اقتناء الأضحية و يجمع النشطاء على أن المُضاربين في الأضاحي يقتنون حبوب التسمين المُستقدمة سرّاً من أوروبا.
فنمو الميكروبات والجراثيم يعتمد على عوامل مختلفة منها ممارسات ما قبل الذبح فالتلف الميكروبي يسبب تغير درجة الحموضة وتشكيل العفن وتدهور المكونات الهيكلية للحوم وظهور الروائح وتغيير المظهر أمّا الأكسدة فهي عملية تلقائية تحدث للدهون وينتج عنها الجذور الحرة التي تؤثر في الأحماض الذهنية وتؤدي إلى التدهور التأكسدي للحوم وتغيير نكهتها بشكل أساسي ففي خلايا عضلات الحيوانات المذبوحة يتم عدد من التفاعلات الأنزيمية بشكل طبيعي وتعمل كمحفزات للتفاعلات الكيميائية التي تؤدي في النهاية إلى فساد اللحوم حيث تصبح اللحوم لينة ويتغير لونها إلى الأخضر نتيجة لتكسير أنسجة المركبات المعقدة (الكربوهيدرات والدهون والبروتين) لذلك نقدم لكم نصائح لتجنب فساد لحم الأضحية بعد ذبحها أولا يجب تأخير تقطيع اللحم حتى تتحول الأضحية من عضلات إلي لحم يعطي المذاق الجيد والقوام المناسب وهذه العملية تحتاج إلي 12 ساعة في فصل الصيف و 24 ساعة في فصل الشتاء يمكن خلالها الاحتفاظ باللحم دون أن يفسد بشرط وضعه في مكان جاف جيد التهوية علي ألا يمسها أحد ولكن نظرا لاعتماد وجبات العيد بشكل أساسي علي اللحم فيمكن طهي اللحوم بعد بضع ساعات من الذبح حتى إذا لم تصل للمدة المطلوبة واستخدام الأجزاء سريعة النضج مثل الكبدة والقلب والكلاوي لحين طهي اللحم في الوقت المناسب وعند تقطيع اللحوم من الضروري معرفة أن القطع الكبيرة تقاوم الفساد أكثر من القطع الصغيرة لذا نجد اللحم المفروم أسرع فسادا من المكعبات وإذا استدعت الضرورة الاحتفاظ باللحوم ليومين فيمكن وضعها في الثلاجة أما إذا كانت المدة أطول فيجب حفظها في الثلاجة عند عشر درجات مئوية تحت الصفر لأسبوعين أو ثلاثة ويمكن أن تزيد هذه المدة لشهر أو أكثر.