بالموازاة مع الافتتاح الرسمي للمهرجان الدولي للفيلم العربي وعلى بعد أمتار من استقبال الضيوف، شهد حيّ البلاطو وسط مدينة وهران،، مساء الأربعاء، حادثا مروعا بعد انهيار عمارة آهلة بالسكّان، حيث نجت العائلات المقيمة بالبناية بأعجوبة من الانهيار الكلّي للعمارة.
و قد عاش حيّ البلاطو العتيق وسط مدينة وهران، على وقع حادثة مروّعة، أمسية الأربعاء، بعد تسجيل انهيار كليّ لعمارة قديمة تعود للعهد الاستعماري والتي تقع بـ 56 شارع علي ملاّح قرب محطّة القطار، العمارة الآهلة بالسكّان وتحديدا بـ 14 عائلة تقيم بها منذ سنوات، تتكوّن من ثلاثة طوابق ولحسن الحظّ أنّ أحد القاطنين وبعد شعوره بوجود اهتزازات على مستوى شقّته سارع إلى الفرار والمناداة على الجيران للهرب إلى الخارج”انهيار..انهيار”، على احتمال وقوع انهيارات باعتبار أوضاع البناية الكارثية التي كانت معلومة لقاطنيها، وبالفعل بعد نحو 10 دقائق من خروج جميع السكّان انهارت العمارة كليّا بشققها وجدرانها وأسقفها مخلّفة دمارا شاملا تسبّب في إتلاف كلّ ممتلكات العائلات المنكوبة، والتي وجدت نفسها في ظرف لحظات في الشارع وسط أوضاع كارثية وظروف صعبة خصوصا بالنسبة للأطفال والرضّع والمسنين، وشكّل الانهيار حالة فزع عارمة على مستوى الحيّ.
وهرع سكّان الجوار للاطلاع على الأمر بعد سماع صوت انهيار الحجارة وصراخ العائلات، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية ومصالح الأمن من أجل إجلاء العائلات وتطويق المنطقة الخطيرة، أين استمرّت العملية عدّة ساعات ليلا، فيما استنجد السكّان بوالي الولاية مطالبين بسكن مستعجل لإيوائهم بعدما كادوا يهلكون تحت الأنقاض. في هذه الفترة كانت الاستعدادات جارية على بعد أمتار فقط بشارع العربي بن مهيدي وسط المدينة أين تمّ استقبال ضيوف الطبعة الـ11 للمهرجان الدولي للفيلم العربي من ممثلين وفنانين وكتاب ونقاد من مختلف الدول العربية، وهي المراسيم التي حضرها والي الولاية. وعبّر سكّان الحيّ والبنايات العتيقة المنتشرة بمختلف أحياء المدينة العتيقة عن استيائهم البالغ بخصوص تأخّر ترحيلهم وبالتالي تعريض حياتهم للخطر، على غرار أحداث مأساوية وقعت السنوات الماضية والتي تسبّبت في هلاك قاطني البنايات الهشّة، ودعا المتضرّرون ومن يعيش مخاطر محدقة مماثلة بضرورة منح الأولوية في الترحيل لسكّان البنايات الآيلة للسقوط.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن أسباب الحادث المحتملة والتي قد تكون وراء الانهيار الكليّ، تعود إلى وجود أشغال تهيئة بالقرب من العمارة والخاصّة بمشروع توسيع محطّة القطار “كوراديا”، مع العلم أنّ سكّان العمارة بعضهم متقاعدون من الشركة وآخرون لا يزالون يعملون بها، والذين استفادوا من التنازل عن السكنات أين تحوّلت لملكية خاصّة، وأفاد مواطنون إلى أنّ مباشرة الأشغال قرب العمارة منذ مارس 2018 كان محلّ نزاع مع السكّان مخافة وقوع انهيارات خصوصا بعد ظهور تشقّقات على الجدران والأسقف، حيث تمّ منع الأشغال عدّة مرّات، ما دفع الشركة المشرفة على الإنجاز التي حازت الصفقة بالتراضي بقيمة 20 مليار سنتيم، إلى رفع شكوى لدى مصالح الأمن الحضري، إلاّ أنّه وبعد فترة وجيزة صدقت تنبّؤات السكّان وتمّ تسجيل انهيار كلّي خطير، هذا وقد فتحت المصالح المعنية تحقيقا من أجل تحديد الأسباب الحقيقية للانهيار خصوصا أنّ المتضرّرين يشكّكون في حصول الشركة المستفيدة التي منحت المشروع لمناولة على رخصة بناء تستند إلى دراسة جيولوجية للمنطقة، مطالبين بتعميق التحقيقات للفصل في هذه الشكوك، من جانبه رئيس دائرة وهران أكد ليلة الأربعاء من مكان الحادث، التكفّل بالعائلات المنكوبة وترحيلها نحو القطب الحضري بواد تليلات، مؤكّدا أنّه سيتم مقاضاة الشركة المشرفة على إنجاز مشروع توسيع محطّة القطار.