شهدت منطقة الطيبات بولاية ورقلة، يوم الخميس، تسجيل وفاة الضحية الرابعة بداء البوحمرون (الحصبة) في ظرف أقل من شهرين وتسجيل العشرات من حالات الإصابة، وهي الحالات المسجلة أغلبها بالمناطق النائية، وهو ما يطرح أكثر من سؤال، ويتعلق الأمر بسيدة ثلاثينية خلفت وراءها 10 أطفال، وهي من سكان منطقة برحمون بالطيبات، كانت ترقد منذ الأسبوع الفارط بالعناية المركزة في مستشفى بولاية الوادي، علما أنها أصيبت بالداء قبل شهر. في حين أن ابنها لا يزال بالمستشفى لمعاناته من المرض ذاته، كما أن الزوج كان يتلقى التعازي وهو يكابد المرض نفسه.
وكان ثالث ضحية للداء بالطيبات قد توفي الشهر الفارط، وهو طفل يبلغ من العمر 05 سنوات متمدرس بقسم التحضيري بابتدائية المجاهد منصوري مبروك بالمناصرية بالدليليعي ببلدية الطيبات، أما الضحية الثانية فقد كان طفل رضيع شقيق الضحية الثالثة، أما الأولى فقد كانت شابة في العشرين من العمر بمنطقة بونخيلة ببلدية الطيبات.
وخلفت هذه الوفيات حالة رعب كبيرة وسط السكان، الذين يخافون انتقال العدوى إليهم، سيما مع سوء التكفل والأداء غير الفعال للجهات المختصة، حيال الوباء.
وكانت الشروق في وقت سابق قد نقلت هذه الانشغالات للقائم على تسيير الوحدة المتعددة الخدمات ببلدية الطيبات، وسألته عن سبب هذا الوضع، فأوضح أن الوحدة تعاني من نقص في كمية اللقاحات بصفة عامة، فمثلا اللقاحات العادية المخصصة لتلقيح الأطفال من مختلف الأمراض التي تُجلب كل أسبوع، فهي لا تتجاوز الـ50 حقنة، في حين أن الطلب يتجاوز الـ150حقنة، مما يجعلهم في حرج كبير مع أولياء الأطفال، وبالتالي هم مضطرين إلى عدم التكفل بجميع الأطفال وتلقيحهم، مما يخلق حالة من التدافع والطوابير، وهو ما يؤثر على السير العادي لعمل أفراد الوحدة، والتالي التأثير على عملهم في التكفل بالحالات الأخرى .
أما بالنسبة للتكفل بالمصابين بداء البوحمرون، فأوضح هذا الأخير أن اللقاحات متوفرة، لكننا لا نلقح إلا من لديه وصفة طبية تثبت أنه مصاب بداء البوحمرون أو أحد أفراد عائلته قد أصيب بذلك، وبين هذا وذاك يبقى المواطن يعيش حالة من الإرباك بسبب هذا الوضع، وهم يطالبون بفرق متنقلة لتلقيح المواطنين خاصة المناطق النائية التي تعتبر حاليا هي بؤر انتشار هذا النوع من المرض.