تعود قضايا اختطاف الأطفال من جديد لترخي سدولها على الرأي العام الجزائري و تصبح حديث الشوارع، مما خلق فوبيا مجتمعية خللت المجتمع و جعلت الأباء و الأسر تخاف على فلذة كبدها من حقيقة أصبحت تحاصرنا صباح مساء حول حالات اختطاف الأطفال و قتلهم و اغتصابهم، و هذه المرة خلال هذا الأسبوع باءت محاولتين لاختطاف طفلين بالفشل بكل من ولاية تيزي وزو و ولاية عنابة.
محاولة أولى كانت قرية تابوقيرث في بلدية تيزي راشد بولاية تيزي وزو مسرحا لها عندما حاولت امرأة استدراج الطفل المدعو ” ح.ي” و الذي يبلغ من العمر 7 سنوات، لكن تمكن أحد الرعاة من العثور عليه و هو يصارع الموت ساعات قليلة بعد أن انتشر خبر اختفائه.
و من المرجح حسب عائلة الطفل أن تكون المرأة التي اختطفت الطفل و حاولت اغتياله من أقارب والده، و تعود تفاصيل اختطافه عندما كان ذاهبا لتحصيل دروسه في الفترة المسائية بابتدائية “تابوقيرث”، فاستدرجته و أخذته بعيدا عن الأنظار، و تأكد فيما بعد أنها مارست عليه الاعتداء الجسدي بواسطة خشبة بها مسامير وألقت به في الأحراش وهو يصارع الموت.
و قد انطلقت عملية البحث بعدما لم يأتي التلميذ لتلقي الدروس و تأكد غيابه عن المدرسة مما استنفر المواطنين للقيام برحلة بحث عنه، و بعد إفادة شهود عيان أنهم شاهدوا الطفل رفقة امرأة يتجهان نحو الأحراش، حيث عثر عليه أحد الرعاة وهو غارق في دمائه بعد تعرضه لإصابات بليغة على مستوى الرأس و تحطم فكه السفلي، مما استدعى نقله على وجه السرعة الى العيادة الخاصة في الشعايب ببلدية مقلع، لكن حالته الصحية المتدهورة و الخطيرة استدعت تحويله الى المستشفى الجامعي “محمد النذير”.
و حسب خال الضحية كما تداولت بعض وسائل الإعلام الوطنية فإن الطفل الضحية وحيد والديه، و أنه استعاد وعيه وأخبرهم بمن كان وراء ما تعرض له، لكنه أغمي عليه وخضع لعملية جراحية وصفت بالناجحة و يتماثل للشفاء حاليا بمستشفى تيزي وزو.
فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا في هذه القضية بعد أن استعادت أداة الجريمة، و أجرت تحقيقا مع المرأة التي ذكر الطفل هويتها، لكن تم إطلاق سراحها في وقت مازال التحقيق مستمرا لكشف ملابسات الحادث و المتسبب في هذا العمل الإجرامي الذي كاد يودي بحياة طفل بريء.
و في محاولة أخرى تم توقيف شاب حاول خطف طفل في سيدي سالم بعنابة، و تعود تفاصيل هذا الحادث بعدما تفطن شبان حي سيدي سالم ظهيرة يوم الثلاثاء المنصرم لمحاولة شاب اختطاف طفل يبلغ من العمر 9 سنوات في حي سيدي سالم التابع إداريا لبلدية البوني.
و قد نجح شبان الحي في إحباط محاولة المجرم الإجرامية حيث حرروا الطفل، و انهال السكان على المجرم بالضرب بعد محاصرته من طرف ما يزيد على 40 شخصا، و لولا تدخل بعض الأشخاص و وصول الأمن بسرعة لكان المجرم في عداد الموتى، و أنقذته الشرطة من موت محقق، خاصة أن سكان الحي هيجهم هذا الفعل الإجرامي في حق طفل بريء و انبعثت في روحهم رغبة الانتقام من هذا الوحش الآدمي، و قد تم نقل المجرم إلى مقر أمن سيدي سالم من أجل التحقيق معه في هذه القضية.
و سكان الحي أكدوا حسب ما تداولته بعض المنابر الإعلامية الوطنية أنه لا يجب السكوت على مثل هذه القضايا، و من حسن حظ هذا الطفل وعائلته أن سيدي سالم من الأحياء الشعبية الذي يوجد به حركة كبيرة وانتباه الشبان لمحاولة اختطافه أنقذته من الاعتداء الجنسي أو القتل خاصة بعد انتشار ظاهرة خطف الأطفال في الفترة الأخيرة، وأضاف السكان أنه في حالة عدم قيام السلطة والجهات القضائية بسن عقوبات صارمة وردعية ضد خاطفي الأطفال فان هذه الظاهرة ستتسع أكثر وتدفع ثمنه البراءة وتصبح كل العائلات مهددة في أي لحظة لمحاولة خطف وقتل فلذات كبدها.
و هذه هي الحالة الثانية في عنابة بعد أن قام 4 أخوة منحرفين في حي “ستراسبورغ” بالقرب من مستشفى ابن رشد مطلع هذه السنة بخطف طفل واعتدوا عليه جنسيا وتم توقيفهم بعد أن احتجزوه في بيتهم لأزيد من 5 ساعات.
و أمام تكرر حالات الاختطاف و الاغتصاب و الاعتداء الجسدي و القتل في حق طفولة بريئة لا حول و لا قوة لها، و في غفلة من عائلتهم، نكون أمام صفحة حيوانية تخط تاريخا آخر لذئاب بشرية تعيش بيننا تترصد طفولتنا للإنقضاض عليها و مصادرة برائتها بشكل حيواني يهز المجتمع في عمقه