في كل المدن الجزائرية الكبرى يتم اغلاق بعض المخابز والمحلات التي تبيع المواد الغذائية والخضار بداعي عطلة العيد وحتى التي تعمل بالمداومة يتم قفلها مع صلاة العشاء ورغم مناشدة سكان تلك المدن اكثر من مرة لإيجاد حل إلا أن كافة الجهات المسؤولة تنصلت من مسؤولياتها ولم تلتفت إلى ازمة الخبز والحليب والخضار المتكررة في كل عيد.
فقد عرفت مداومة التجار والخبازين يومي عيد الاضحى المبارك تذبذبات من ولاية إلى أخرى حيث تفاجأ الزبائن من عدم فتح محلات بيع المواد الغذائية مما أدى إلى خلق حالة من السخط في أوساط المواطنين رغم توعد وزارة التجارة بتطبيق عقوبات على التجار الذين نشرت أسماؤهم ضمن قوائم مزاولة المداومة .
وفي خلال جولة طاقم موقعنا تبين لنا ان أغلب المحلات التجارية مغلقة خاصة الخبازين ومحلات المواد الغذائية حيث لم يجد المواطنون بديلا أمامهم سوى التنقل عبر مختلف الأحياء والبلديات مجاورة لاقتناء حاجياتهم من المحلات التي التزمت ببرنامج المداومة.
و شهدت اغلب المدن الكبرى أمس صعوبة كبيرة في الحصول على مادة الخبز والحليب وغيرهما من المواد الغذائية بعد أن تفاجئوا بأغلب أبواب المحلات التجارية موصدة إلى غاية ثالث يوم من أيام العيد حيث وفي جولة ميدانية عبر شوارع وأحياء المدن وقف طاقمنا على الوضع الذي انعكس سلبا على سكان المدن الكبرى حيث تكررت مظاهر الطوابير الطويلة بالقرب من المخابز القليلة التي اشتغلت أيام العيد رغم عجزها عن تلبية الطلبات المتزايدة من مادة الخبز. حيث لم يتمكن خبازو من تلبية احتياجات المواطنين ما جعلهم يدخلون في رحلة بحث عن الخبز بدليل أنها نفدت من المخابز التي افتتحت والتزمت بنظام المداومة في ساعات مبكرة. وهو ما خلق ضغطا كبيرا على عدد قليل من المحلات التجارية التي سرعان ما أوصدت أبوابها نتيجة نفاذ مخزونها مبكرا ايضا وهذا الأمر الذي أثار حفيظة عشرات المواطنين الذين قضوا أغلب ساعات أيام العيد في البحث عن حاجياتهما بالتنقل من منطقة لأخرى.
اما المواد الغذائية التي وقع عليها الكثير من الطلب الخبز والخضار والحليب وهذا الاخير عرفة ندرة حادة بسبب عدم توزيع الحليب من طرف الموزعين بداعي غلق المصانع وكذا نفاد المخزون من السلع . ما دفع المواطنين إلى الاستنجاد بحليب البودرة والعلب رغم ارتفاع سعرهما فيما تحجج التجار بعدم تزويدهم بهذه المادة قبل العيد بينما لم تفتح أسواق الخضر أبوابها جراء انعدام السلع بسبب عزوف الفلاحين عن جني محاصيلهم وذلك لعدم وجود قانون يجبرهم على المداومة أيام العيد حسب التجار.
على الرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها مديرية التجارة خلال أيام عيد الاضحى المبارك لضمان توفير المواد الغذائية إلا أن المواطنين وجدوا صعوبات بالغة في اقتناء حاجياتهم اليومية بسبب عدم استجابة العديد من أصحاب المحلات والمخابز للتعليمات الموجهة إليهم ثم بسبب التذبذب الحاصل في خدمات النقل الحضري وما بين البلديات. في ظل الحركة الكبيرة للمسافرين على نحو غير معتاد سواء داخل كبريات مدن أو ما بين البلدات أو حتى خارج تراب الولايات وهذا ما خلق جوا خصبا لبعض الباعة الانتهازيين الذين استغلوا حاجة المواطن من أجل فرض الأسعار التي يريدونها حيث بلغ سعر الخبز 40 دينارا في بعض الأماكن فيما عانى السكان من ندرة حادة في مادة الحليب مما أجبر العديد من المواطنين على الاصطفاف أمام المخابز القليلة التي فتحت خلال الأيام الثلاث المنقضية أو الانصياع للباعة الانتهازيين الذين استغلوا الفرصة مرة أخرى.
ايها المواطن الجزائري كفى عنصرية مع الغاشي القادم من البادية ففي ايام العيد نعرف قيمته فهو من يسهر على الخدمات في المخابز ومحلات المواد الغذائية واليوم اغلب الموظفين وخاصة المتزوجين يغنون / أحن الى خبز الغاشي وحليب الغاشي ….