واصلت محكمة الجنايات بالدار البيضاء، يوم أمس الأحد، فكّ شفرات الألغاز لحوادث قتل تمت على طريقة أفلام الرعب الأمريكية، كان بطلها المدعو “ش،خ” الملقب بـ”سفاح بلكور”، الذي أغرق الحي الشعبي بالعاصمة في حمام من الدم، بعد قتله أربعة أشخاص بوحشية، توبع بسببها أمام القضاء بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، مع الفصل في ملفه الأول بعقوبة المؤبد، حسب ما أوردته الشروق.
وتمّ استجواب المتهم البالغ من العمر 37 سنة من طرف هيئة محكمة الجنايات، الأحد، حول وقائع قتل رفيق طفولته وعامل لديه بحظيرة سيارات، بعد تنكيله بالجثة ودفنها داخل غرفة بنفس المكان، قبل أن يتم اكتشافها بعد مرور أزيد من 5 سنوات، وذلك خلال التحقيق في قتله لشرطي، والتي قال عنها أثناء المحاكمة أنها مجرد “سيناريوهات” مفبركة.
ملابسات الجريمة التي عاش أطوارها حي بلكور انطلقت بخلاف بين المتهم والضحية، هذا الأخير كان يزاول مهنة الحراسة بحظيرة سيارات يملكها المجرم، وأثناء مطالبته بعد فترة من توقفه عن العمل براتبه لمدة سنتين، لكن المعني رفض منحه المال وأخبره بعدم وجود أي دين بينهما، وبعد مشادات جسدية بينهما تلقى الضحية “ع،ج” ضربة قوية على رأسه بواسطة قضيب حديدي، كانت كافية لإزهاق روحه، ليقوم “السفاح” بعد تأكده من وفاته بجره نحو الغرفة وإخفائه هناك لمدة يوم كامل، وبعدها تمكن من تجهيز العدة لطمس الآثار، بإحضار ساطور وأكياس بلاستيكية من اجل تقطيع الجثة ورشها بمادة “الجافيل”، حتى لا تنبعث منها الرائحة خلال عملية الحرق، ثم دفنه داخل الغرفة بعد نزع البلاط وإعادة تهيئته من جديدة.
الجريمة تفطنت لها مصالح الأمن عقب ذلك بسنوات، بعد أن أصبحت في طي النسيان، أمضى خلالها المتهم رحلة بحث رفقة أهل القتيل وأوهمهم بفرضية سفره نحو أوروبا، غير أن اكتشاف أمر تورطه في قضية سابقة سنة 2014 بقتل صديقه الشرطي وإحالته للتحقيق، فتحت باب الشكوك حوله من قبل عائلة الضحية الثانية، لينهار المتهم أثناء عرض صور لمجموعة أشخاص قتلوا بنفس الطريقة بضواحي بلكور، ويطلع الأجهزة الأمنية بتفاصيل جريمته ومكان دفنه.
المتهم وبمثوله الأحد تراجع عن اعترافاته خلال التحقيق، قبل أن يواجهه القاضي بصور علمية لعظام الضحية استرجعتها الشرطة بعد حفر أرضية الغرفة، وكذا مطابقة تقاريرها لأقواله خلال التحقيق، وفي انتظار جلسة محاكمته حول بقية القضايا التي لا تزال يلفها الغموض، التمس النائب العام عقوبة الإعدام في حقه مرة ثانية.