على خلفية القضية التي هزت الرأي العام الوطني، و المتمثلة في اختطاف الرضيع ليث محفوظ كاوة من قسم الرضع بمصلحة التوليد بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس في سنة 2014، فقد أيدت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء قسنطينة مساء الأحد الحكم الأولي الصادر بتاريخ الفاتح فبراير المنصرم في حق المتهمين “س.ن” و “م.ق” و “م.ب” في هذه القضية و القاضي ب”السجن المؤبد ” .
وصدر أيضا حكما بالسجن النافذ لمدة 15 سنة في حق القابلة “ن.ص” العاملة بمصلحة التوليد بذات المؤسسة الصحية و التي غابت عن مجريات المحاكمة مع الأمر بإلقاء القبض عليها فيما تم تأييد حكم البراءة في حق القابلة “أ.ل” من التهم المنسوبة إليها.
وتأتي هذه المحاكمة بعد استئناف كل من الطرف المدني و المتهمين المدانين و كذلك النائب العام في الحكم الأولي الصادر شهر فبراير الماضي و التي تمثلت في السجن المؤبد لثلاثة أشخاص و تبرئة قابلتين.
وحسب قرار الإحالة الذي تمت قراءته في بداية مجريات هذه المحاكمة, فقد تمت متابعة المتهم الأول “س.ن” و هو زوج المتهمة “ز.ب” التي عثر على الرضيع بمنزلها بتمالوس (سكيكدة) و التي توفيت السنة المنصرمة بعد ثلاث سنوات من إيداعها الحبس المؤقت عن تهم “تكوين جمعية أشرار و خطف قاصر و جنح حمل سلاح أبيض محظور دون مبرر شرعي و المشاركة في التزوير و استعمال المزور و حيازة أفلام مخلة بالحياء و منح مزية بشكل مباشر للقيام بأداء عمل”.
وتوبع المتهم الثاني “م.ق” عن جناية “تكوين جمعية أشرار وخطف قاصر وجنح التزوير واستعمال المزور في وثائق إدارية واستعمال لقب متصل بمهمة منظمة قانونا ومنح مزية غير مستحقة”ي و وجهت للمتهم الثالث “م.ب” تهمة “تكوين جمعية أشرار والمشاركة في خطف قاصر وجنحتي المشاركة في التزوير واستعمال المزور ومنح و قبول مزية غير مستحقة”.
وخلال أطوار المحاكمة التي استمرت لعدة ساعات استمع القاضي للمتهمين و الشهود و الطرف المدني ممثلا في والدي الرضيع ليثي ليفسح المجال فيما بعد لمرافعات ممثلي النيابة العامة و دفاع الطرف المدني و المتهمين.
وفي مرافعته شدد النائب العام على خطورة الفعل المرتكب من طرف المتهمين و التمس عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمين الثلاثة و 3 سنوات لكل من “ن.ص” و “أ.ل”.
جدير بالذكر أن حيثيات هذه القضية التي شغلت الرأي العام المحلي و حتى الوطني تعود إلى تاريخ ال27 مايو 2014 عندما تعرض الطفل ليث محفوظ كاوة للاختطاف من طرف مجهولين من قسم الرضع بمصلحة التوليد للمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس بقسنطينة, و الذي كان ماكثا به بعد أن أثبتت الفحوص الطبية أنه مصاب بمرض اليرقان “بوصفاير” .
وقد مكنت التحقيقات المعمقة التي باشرتها المصالح الأمنية بقسنطينة و التي تم تمديد مجال اختصاصها إلى ولاية سكيكدة من العثور على الرضيع بمدينة تمالوس بسكيكدة و إرجاعه إلى حضن والديه في ال13 يونيو من سنة 2014.