اننا في زمن السرعة والتكنولوجيا الحديثة التي خلقت لنا مواقع التواصل الاجتماعي التي فرقت اكثر ما جمعت فأصبح الانسان بدل ان يزور اهله يبعث لهم صورة تهنئة عبر الفيس البوك او الواتساب دون ان يكلف نفسه عناء زيارة اقاربه رغم انهم في نفس المدينة والغريب الغريب ربما في نفس الحي.
لدى ايها الجزائري من الواجب على المسلم فى أيام العيد أن يكثر من الزيارة والمودة لأقاربه ومعارفه وجيرانه وليبدأ ببره لوالديه وإدخال الفرح والسرور عليهما ثم بعد ذلك إخوته ومن يستطيع من أقاربه ولو بالاتصال هاتفيا وذلك لتوثيق عرى المحبة بين المسلمين جميعا فمن أجل الأعمال التي يجب أن يقوم بها كل مسلم ومسلمة على وجه الأرض في أيام العيد وغيره أن يصل الإنسان رحمه وقد ورد في كثير من الآيات القرآنية الأمر بصلة الرحم والثناء على هذا الأمر العظيم وذلك في قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) كما قال الله تعالى : (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام…) كما أثنى الله على الذين يصلون أرحامهم فقال تعالى : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) وإذا ما رجعنا الى السنة فإننا نجد أنه النبي صلى الله عليه وسلم ورد عنه الكثير من الأحاديث التي تحث على صلة الرحم وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين فهما أحق من غيرهما.
من اراد ان يبارك الله في رزقه :
ان صلة الرحم هي سعة وبركة في الرزق والعمر فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أحب أن يبسط له في رزقه وينسئ له في أثره فليصل رحمه رواه البخاري ومسلم ومعنى ينسئ له في أثره أي يؤخر له في أجله وعمره بأن يبارك الله له سبحانه وتعالى فيه أو بطول العمر على الحقيقة وهذا الحديث الشريف يصحح لنا مفهوما خاطئا عند بعض الناس الذين يظنون أنهم إن وصلوا أرحامهم بالمال نقص مالهم.
الصلح بين العائلة :
ان عيد الأضحى المبارك فرصة عظيمة للتزاور واجتماع أفراد الأسرة لتبادل التهانى والتجمع حول مائدة الطعام فى فرحة وود وبشاشة من الجميع نادرا ما تحدث فى أى يوم من أيام السنة وهذه الفرصة يجب اغتنامها فى تصفية المشكلات العالقة فى نفوس وقلوب أفراد العائلة على أن تتم فى جو من الحوار الأسرى الهادئ الهادف حتى لا تنقلب إلى خلافات تؤدى إلى زيادة المشكلة وتفاقمها وتعكر صفو الجو كما نرى ونسمع ونشاهد كثيرا ما تحدث مثل هذه المشكلات في الأعياد.
كن انت سباق للخير وترك خرافة النيف عليك راه الدنيا فانية