في هذه الفترة التي تتسم بموجات الحرارة و التي تتزامن مع شهر رمضان ، عدة مناطق من ولاية تيزي اوزو تسجل نقصا صارخا في في إمدادات المياه الصالحة للشرب. و قد عبر السكان عن معاناتهم الناجمة عن ندرة هذا المورد الحيوي للغاية، خصوصا في هذه الفترة من الحرارة الخانقة اذ نظموا عدة أشكال احتجاجية مرارا و تكرارا. فضلا عن تسجيل أعمال احتجاجية مؤخرا في ماكودة، تيقزيرت، أزفون، دراع الميزان وتيزي غنيف، طالب خلالها السكان السلطات المختصة أن يتم حل مشكلة المياه الصالحة لشرب على وجه السرعة، لكون الماء مورد حيوي بالنسبة لهم. و أيضا بالنسبة لسكان أزفون و تيكزيرت (منطقة القبائل البحرية)، فان النقص في الإمدادات بالمياه يمكن أن يعرض للخطر الموسم الصيفي للعام الجاري، إذا لم يتم توفير حلول عاجلة وفورية. وهذا، مع العلم أن عشرات ملايين السياح كل عام يزورون هذين الموقعين ، وبالتالي فانهما يشكلان ديناميكية بالنسبة للاقتصاد المحلي. هذا العجز في إمدادات المياه، يولد أحيانا صراعات بين القرى أو البلدات، إما حول الوصاية على الموارد المائية الموجودة هناك أو طريقة توزيع هذا المورد الحيوي.
لم يدخر العطش، أيضا، في الأيام الأخيرة، بعض الأحياء في مدينة تيزي وزو. في الواقع، تم الإبلاغ عن اشتباكات الأسبوع الماضي، بين سكان حي حموتان و قوات حفظ النظام التي اضطرت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين . خلال هذه الاشتباكات، هتف سكان هذه الأحياء و نددوا بالمعانات التي يسببها لهم العطش كل يوم، بسبب عدم توافر الماء في الصنابير. بالنسبة لهم ، من المستحيل أن يعيشوا بدون ماء في أوقات الحرارة العالية، وبالتزامن مع شهر الصوم.
و قد طرح مشكل أخرمتعلق بتوزيع مياه الشرب بمنطقة إيفرحونن لعدة أسابيع. يتعلق الأمر بنزاع نشب بين أربعة قرى في هذه المنطقة على توزيع المياه القادمة من عيون ايتيلان. يطالب سكان بالتوزيع العادل والمنصف للمياه بين القرى الأربع. وبما أن كل طرف يدعي الوصاية على هذا المصدر من المياه، فانه من الصعب ايجاد حل سريع لهذه المشكلة الشائكة، كل من السلطات المحلية والسكان يلقون اللوم على بعضهم البعض و يحملون بعضهم البعض مسؤولية هذه الوضعية.ومن هنا يتساءل سكان مناطق مختلفة من تيزي وزوعن جدوى سد تاقصبت بينما يعانون كثيرا من نقص المياه في هذا الشهر المبارك. “كيف يمكن أن يكون هذا السد الذي يعتبر من أكبر السدود على المستوى الوطني، والذي يغذي اثنين من الولايات الأخرى، الجزائر وبومرداس، غير قادر على امداد مناطق تيزي اوزو بشكل دائم ومستمر ؟ ” هكذا يعبر السكان عن غضبهم.
بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص جلسة للمجلس الشعبي الولائي يوم الخميس الماضي لقطاع المياه في ولاية تيزي وزو. وبهذه المناسبة، تم جرد كل ما يهم ادرة القطاع والعقبات التي تواجهه، وتم ارسال المعطيات إلى منتخبي المجلس. من جانبهم، قال مسؤولون محليون، خلال هذه الدورة، أن العجز في إدارة قطاع الموارد المائية في الولاية كان سببه نقص الموارد المالية لADE، والتي تفتقر أيضا للتعزيزات اللوجستية من حيث الموظفين والموارد التقنية.
ولكي يتم تدبير هذه المشاكل بشكل عقلاني يجب –حسب المسؤولين المنتخبين – تعزيز ال ADE بالموارد البشرية، التقنية و المالية اللازمة.