على إثر توقف الإضراب الذي شنه الأساتذة المنضوين تحت لواء المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس لقطاع ثلاثي الأطوار (كنابست) واستئناف الدراسة في جميع المؤسسات، أبدى تلاميذ المؤسسات التربوية بالبليدة و خاصة الثانويات و أولياؤهم اليوم الخميس ارتياحا كبيرا.
و حسب وكالة الأنباء الجزائرية، التي قامت بجولة لعدد من المؤسسات التربوية لوحظ حركة عادية أمام المدارس و عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة و تطبيق جداول التوقيت المبرمجة بصفة عادية .
وقالت خولة تلميذة في النهائي بثانوية محمد ماحي بوسط المدينة قبيل دخولها على الساعة التاسعة أنها “جد سعيدة” بعودة الأساتذة عقب حوالي ثلاثة أشهر من انقطاعها عن الدراسة بسبب الإضراب وقاطعتها زميلتها ليليا قائلة : “عودة أساتذتنا تبعث فينا ارتياحا كبيرا لأنه رغم تعويضهم مؤخرا بأساتذة مستخلفين إلا أنهم ليست لديهم الخبرة المهنية الكافية للتعامل مع التلاميذ و تدريسهم”.
نفس الأجواء شهدتها ثانويتي ديار البحري ببني مراد و عمر بن الخطاب بوسط المدينة حيث التحق جميع التلاميذ بأقسامهم وأكدوا أن “الإضراب تسبب في تضييع جزء كبير من الدروس من برنامجهم غير أنهم تنفسوا الصعداء اليوم بقرار عودة الأساتذة” .
وذكرت إيناس تلميذة في السنة الثانية لغات أجنبية أنها و زملائها “لم يستفيدوا كثيرا من الأساتذة المستخلفين الذين جاؤوا لتدريسهم في الفترة الأخيرة لأنه تنقصهم الخبرة في التدريس و لهذا نحن سعداء بعودة أساتذتنا اليوم إلينا” .
كما أبدى كل من رؤوف و آمال وعدد من التلاميذ “تخوفهم” من كيفية تعويض الدروس لأنهم ـ كما قالواـ “لم نتلق إلى حد الآن إشعارا بتعويض الدروس في أوقات الراحة و أيام العطل وتم إعلامنا فقط بالشروع في اختبارات الفصل الثاني يوم الأحد المقبل رغم أننا لم ندرس منذ ثلاثة أشهر”.
ومن جهته أعرب رئيس المكتب الولائي لجمعية أولياء التلاميذ مصطفى بن قاسي ، عن ارتياحه الكبير لهذا “القرار الحكيم” للكناباست و القاضي باستناف الدروس .
وقال في هذا الصدد “نرحب بعودة الأساتذة و توقفهم عن الإضراب مفضلين تغليب مصلحة التلميذ ووضعها فوق كل اعتبار” مضيفا أن “التلميذ له الحق في الدراسة و حتى الأساتذة لديهم حقوق بإمكانهم المطالبة بها عن طريق الحوار للتوصل إلى أرضية ترضي جميع الأطراف”.
و رفضت مديرية التربية للبليدة القيام بأي تصريح حول توقف إضراب الأساتذة و استئناف الدراسة .
وكانت السلطات الولائية للبليدة و مديرية التربية قد أعلنتا أول أمس الثلاثاء عن اتخاذ جملة من الإجراءات لفائدة التلاميذ لتعويض الدروس الضائعة خلال إضراب الأساتذة الذي انطلق منذ حوالي ثلاثة أشهر مع التكفل البيداغوجي و النفسي بالتلاميذ .
و أوضحت غنيمة آيت ابراهيم على هامش زيارة قام بها الوالي مصطفى العياضي لعدد من المؤسسات التربوية بالولاية خصصت لمتابعة عملية استدراك الدروس نتيجة الإضراب أنها اتخذت بمعية السلطات المحلية جملة من الإجراءات شملت مساعدة المؤسسات التربوية لتقديم دروس الدعم لفائدة التلاميذ بالإضافة إلى فتح أرضية تقديم الدروس خاصة لتلاميذ أقسام النهائي وتشمل تقديم دروس في مختلف المواد و الحوار مع الأساتذة و طرح الأسئلة.
كما قامت مديرية التربية بنسخ و توزيع 13.000 قرص مضغوط يحتوي على دروس دعم على المؤسسات التربوية التي قامت بدورها بتوزيعها على التلاميذ و تكييف جداول التوقيت و ذلك بهدف تقديم الدعم البيداغوجي للتلاميذ وفقا لذات المسؤولة .
و بخصوص التكفل بالجانب النفسي للتلاميذ قامت مديرية التربية بخلق قنوات للحوار معهم (التلاميذ) إلى جانب استقبال الأولياء بصفتهم شريك للقطاع و تفعيل خلايا الإصغاء و الاستماع، حسب ذات المسؤولة.
كما أمر الوالي بفتح المؤسسات التربوية طيلة أيام الأسبوع حتى في أوقات الراحة و عطلة نهاية الأسبوع لتقديم دروس إضافية للتلاميذ بهدف تعويضهم عن ما فاتهم خلال فترة الإضراب على أن تتكفل الولاية ماديا بتكاليف الأساتذة الذين يقدمون هذه الدروس خصوصا بالنسبة للتلاميذ المعوزين مطمئنا الأساتذة و الأولياء بتمكن أولادهم بتعويض جميع الدروس الضائعة و إجراء الامتحانات لا سيما الرسمية منها مع باقي تلاميذ ولايات الوطن.
وأعلنت نقابة الكناباست أمس الأربعاء خلال دورتها الاستثنائية التي عقدتها ببومرداس عن توقيف الإضراب و استئناف العمل بداية من الفاتح مارس.
كما دعت في بيان موجه لوزارة التربية الوطنية إلى فتح باب الحوار و التفاوض “الجاد” حول المطالب المرفوعة مطمئنة التلاميذ بخصوص التكفل بهم “نفسيا و بيداغوجيا”.