في واحدة من القضايا الغريبة عن المجتمع الجزائري، تجند العشرات من سكان قرية آيت القاسم ببلدية أسي يوسف في دائرة بوغني جنوب ولاية تيزي وزو، الأربعاء، لحماية مسجد “الشيخ ارزقي” من قرار الهدم.
الحادثة التي اهتزت لها القرية صبيحة الأربعاء وثارت حفيظة السكان، تتمثل في قيام مواطن منذ سنة 2000 بمقاضاة ممثلين عن القرية، بعد إقدام أعيانها على هدم المسجد القديم وبناء مسجد آخر أكثر سعة ومتانة، حيث قاموا بتغيير موضع المقبرة القديمة واستغلال ارض تعود ملكيتها للقرية من اجل انجاز المسجد، إلا أن مواطنا قام برفع شكوى يتهم فيها شخصين من القرية بغلق الطريق ناحية أرضه قصد الاستيلاء عليها.
و في تصريح للشروق التي أوردت الخبر، صرح سكان القرية أن الأرض التي بني عليها المسجد تكون ملكا للقرية منذ عقود خلت، وقد بنوه بسواعدهم واقتطعوا تكلفته من مداخليهم الشحيحة، وللشاكي قطعة أرض عبارة عن منحدر، أرض بور يملك ممرا للراجلين ناحيتها، مثلها مثل جميع الأراضي الشبيهة لها، إلا انه أصر ومنذ بناء المسجد على هدمه وانجاز طريق ناحية قطعة أرض صغيرة غير صالحة لا للبناء ولا للزراعة، وهو ما رفضته القرية قطعا وتمسكت بمشروع بناء المسجد. وأضاف هؤلاء انه في الوقت الذي يتصدق فيه مواطنون بأراضيهم لبناء بيت من بيوت الله، يصر المعني على حرمان السكان من مسجد يكون في الأصل ملكا للجميع.
وبعد منع هدم المسجد، ومنعا لانزلاقات لا تحمد عقباها، تنقلت السلطات المحلية مرفقة بمصالح الأمن وقدمت تعهدا شفويا بعدم التعرض للمسجد مستقبلا. يحدث هذا أسابيع فقط بعد الاحتفاء بخطوة محسن اشترى بماله حانة وحولها إلى مسجد في ذات الدائرة “بوغني”.