حسب خبراء عالميين ان أغلب دول العالم لا تعاني من الفقر بسبب قلة الموارد بل بسبب سوء استغلالها أو انفراد فئات قليلة بغالبية الموارد و الثروات . بالإضافة الى اهم سبب وهو تدهور مستوى التعليم فقد يكون سبب تدهوره هو غياب إرادة جادة لدى جهات عليا في إصلاحه على مستوى البنيات و المنشآت من مدارس و جامعات و معاهد أو من حيث تكوين الأطر التربوية من أساتذة و معلمين .. و أيضا على مستوى وضع مناهج و مقررات و طرق بيداغوجية صالحة للتدريس و إيصال المعرفة و المهارات المفيدة للمتعلمين .
فالتلميذ الجزائري في المدن او بالعالم القروي على وجه الخصوص يعاني من عدم الاستيعاب في الفصل نظرا لمشكل الاكتضاض الذي تعرفه هذه الأقسام الشيء الذي يتطلب من الوزارة التفكير بعمق في حل هذا المشكل لضمان مستوى تعلمي جيد لكافة التلاميذ يمكنهم من متابعة دراستهم والاستمرار فيها إلى أعلى مستوى.
فمثلا عندما يفوق عدد التلاميذ في القسم الواحد 40 متعلما تتراجع نسبة التحصيل العلمي و تظهر مشاكل تربوية و تعليمية مثل صعوبة ضبط القسم عدم وجود الهدوء و الانضباط. صعوبة مراقبة كل متعلم وإعطاؤه حصته من الاهتمام و التركيز صعوبة تصحيح و سماع إجابات كل المتعلمين.ثم قلة المقاعد حيث يُضطر إلى جلوس متعلمَين و أكثر في نفس المقعد المخصص لفرد واحد أو حتى الجلوس على أرضية الحجرة الدراسية. ارتفاع درجة حرارة القسم بسبب ارتفاع عدد المتعلمين وتزداد هذه المشكلة في فصل الصيف و احتمال اصابة التلاميذ بعدوى الامراض وخاصة نزلات البرد التي تصيب التلاميذ في فصل الشتاء .
فكيف يعقل مع هاته الظروف ننتظر من مدارسنا ان تخرج لنا نوابغ وعلماء . لا يقتصر الحق في التعليم على توفر فرصة الالتحاق و التسجيل في صف مدرسي ولكن في مضمون هذا التعليم و جودته و استمراريته و مدى تحقيقه لأهدافه و مقاصد هذا التعليم والتي تبتدئ من إدراك المتعلم للمهارات الأساسية الأولى من كتابة و قراءة و حساب , لتصل إلى جعل الفرد قادرا على إيجاد عمل ومهنة تحسن من مدخوله المادي وان يصل الى مستوى فكري وثقافي يجعله يطرح تساؤلات من يستغل خيرات و الموارد الطبيعية لوطننا الحبيب وهذا التساؤل الاخير هو سبب تخلف التعليم ………..