في حادث غريب، نشب حريق داخل صيدلية بإحدى العمارات في حي خليفي العيد وسط بلدية الدشمية جنوب البويرة فجر الإثنين، و الغريب في هذه القضية أن أسباب الحادثة تعود إلى محاولة فاشلة للسطو على مهلوسات من طرف مجهولين، أوقف اثنان منهم بعد إصابتهما جراء الانفجار، و قد خلف الحريق أضرارا بليغة بشقق العمارة، حيث تم تحويل العائلات القاطنة وسط جو من الخوف والهلع إلى مكان مؤقت.
و الحريق ألحق بجدران وواجهة المحل أضرار بليغة إلى درجة تهدمها وتطايرت أحجارها وأجزاء منها على بعد أمتار، فضلا عن آثار الحريق الذي أتى على كامل ما تحتويه الصيدلية وامتد إلى واجهات الشقق العلوية للعمارة المكونة من 3 طوابق.
و حسب مصادر إعلامية، فإن الحادثة وقعت مع حدود الساعة الثانية فجرا، أين سمعوا صوت انفجار هائل ظنوا في البداية بأن الأمر يتعلق باعتداء إرهابي، قبل أن يتبين بأنه حريق بالصيدلية الوحيدة بالبلدية، حيث ساد جو من الهلع والخوف وسط العائلات التي فرت خارجا، وقال أحد الشهود بأنه بمجرد الاقتراب من المحل الذي انهارت أجزاء من جدرانه، “لاحظنا شابين مغمى عليهما داخل المحل”، وهو ما اضطرهم إلى الاستنجاد بمصالح الحماية المدنية التي قدمت متأخرة حسبهم بعد أن أتى الحريق على كامل أجزاء المحل وتم إخماده قبل أن يمتد إلى باقي الشقق العلوية.
أما الشابان فقد تم إخراجهما وتسليمهما لمصالح الدرك الوطني، حيث تم نقلهما إلى مستشفى سور الغزلان لتلقي الإسعافات الضرورية جراء الحروق والجروح التي أصيبوا بها، ورجح شهود بعين المكان بأن الشابين تواجدا داخل المحل بعد أن ولجا إليه بطريقة عادية وبواسطة مفتاح الباب قصد السطو على كمية من المهلوسات قبل أن تتسبب شرارة كهربائية في اشتعال النيران وحدوث الانفجار، لحظة محاولتهما قطع الكهرباء عن نظام الأمان الموضوع بالمحل، وتجهل هوية الشابين المشتبه بهما، حيث يخضعان حسب قائد فرقة مصالح الدرك الوطني الذي تواجد بعين المكان إلى التحقيق بعد علاجهما وهما في الثلاثينات من العمر.
وقد تم تحويل العائلات المتضررة من الحادثة من سكان العمارة إلى مستوصف البلدية كإجراء وقائي مؤقت من طرف مصالح البلدية في انتظار استكمال عمل اللجنة التقنية المشكلة للنظر في وضعية البناية ومدى صلاحيتها للسكن، مع مطالبتهم بضرورة إيجاد حل سريع لوضعيتهم لاسيما مع البرودة الشديدة التي تميز المنطقة.