على إثر العثور على رضيعة مذبوحة ومقطعة أشلاء في القمامة، لتقود الصدفة لاكتشاف الحقيقة الصّادمة… القاتلة والدتها التي انتقمت من زوجها بطريقتها الخاصة، و يمر سوى 22 يوما من رؤيتها النور، وسط عائلة انتظرت قدومها بشوق ولهفة.
ثلاثة أسابيع ويوم واحد هو عمر الرضيعة، التي جاءت إلى الدنيا من أبوين شرعيّين، فلا هي ابنة علاقة محرمة أو ثمرة اغتصاب وحش بشري، ومع ذلك قتلت بأبشع طريقة قد تخطر على البال.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن القضية التي عالجتها محكمة جنايات العاصمة مؤخرا، وحسب ما ورد في الملف القضائي، استغلّت الجانية النفساء المدعوة “ق.راضية” من العاصمة، في الثلاثينات من عمرها وأم لطفليِن، توجه زوجها للعمل وخروج حماتها التى تسكن معها، لشراء أغراض من محل بالحي، وارتكبت جريمتها الشنعاء بدم بارد، حيث حملت رضيعتها من مهدها ومرّرتْ سكين المطبخ على رقبتها من الوريد الى الوريد، إلى أن فصلت رأسها عن جسدها، ثم لفتها في غطاء ووضعتها في 4 أكياس بلاستيكية ورمتها في أقرب مكان للنفايات.. ولإبعاد الشبهات عن نفسها نسجت خطة محكمة، سرقت مبلغا ماليا من الخزانة، ثم شرعت في الصراخ، وهي تٌردد أن لصوصا دخلوا منزلها واختطفوا الرضيعة وسرقوا مبلغا ماليا، وقد استغرب أبناء الحي القصة، فهم لم يشاهدوا أي شخص غريب يمر بالحي، بل أن الشوارع كانت خالية من المارة.
الجانية توجّهت بعدها إلى مركز الشرطة لإيداع شكوى، ولأن القاتل يكشف ولو بعد حين، تصادف وجودها هناك، بدخول شخصين إلى مركز الشرطة، جاءا للإبلاغ عن عثورهما على كيس يضم أشلاء رضيعة، ومؤكدين رؤيتهما سيدة وهي ترمي الكيس بالقمامة، وصرحا أن المرأة حاولت تشتيت انتباههما أثناء رميها الأكياس، وبعد ابتعادها شرعت في الصراخ مدعية اختطاف ابنتها، رغم أنها كانت هادئة أثناء رميها الأكياس.
مصالح الضبطية القضائية انتقلت إلى مسرح الجريمة، فعثرت على بقع دم في رواق المنزل وبطانية مغسولة عليها بقع مشبوهة، وأيضا سكين مطبخ مغسول وبه بقع دم، وأمام قوة الأدلة، انهارت الجانية واعترفت بتخطيطها للجريمة منذ 10 أيام، مبرِّرة جريمتها “انتقمتٌ من زوجي الذي كرهته لتعلقه بالطفلة الرضيعة”.
وأجمع الشّهود، من بينهم والد المٌتهمة وجيرانها، أنّ الجانية تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، فكثيرا ما سمعوها تصرخ وتبكي لصراخ رضيعتها الدائم، كما أنها معروفة بعدوانيتها، وسبق أن اعتدت على حماتها ضربا بعصا خشبية، ومع ذلك لم يسبق لها الاعتداء على أبنائها.
ورغم تأكيد الفحص الطبي للجانية، معاناتها من بعض الاضطرابات النفسية والعقلية، ومع ذلك بقيت شكوك لدى القاضي، حول تخطيط السيدة لجريمتها، وتحيٌّنها الوقت المناسب للتنفيذ وتخلصها من الجثة، لتتابع بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، خاصة بعد تأكيد الخبرة المضادة أن الجانية كانت في كامل قواها العقلية وتتحمل مسؤوليتها الجنائية.
خلال المحاكمة، وقفت المتهمة أمام القاضي بكل هدوء، فكانت تبدو عاقلة ومدركة لكل ما يدور حولها، كما أجابت على أسئلة القاضي حول هويتها بكل ثقة، في وقت بدا زوجها الجالس بالقاعة، أكثر ارتباكا وتأثرا، وفي شهادته صرح “زوجتي غير سوية عقليا”، أما مٌحاميتها فركزت في مرافعتها على ندم موكلتها، وأنها تعالج من مرض عقلي.
وبعد التماس النائب العام إدانتها بـ20 سنة سجنا نافذا، طوت محكمة جنايات العاصمة ملف أبشع قضية قتل ترتكبها والدة في حق فلذة كبدها، بإحالة الجانية إلى مصحة عقلية.