في حادث مأساوي، اسيقظت على وقعه ساكنة حي محتوقي بلاحة، المعروف بحي “لا فونتان”، في سيدي بلعباس صبيحة الخميس، بعد تفحم أربعة أطفال ووالدتهم، إثر نشوب حريق مهول أتى على بيتهم القصديري الذي شيدوه فوق سطح أحد المساكن الجماعية الواقعة بالحي.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن الحادث وقع في حدود الساعة الواحدة من صبيحة الخميس، عندما وقف الجميع عند تصاعد ألسنة اللهب من البيت القصديري، الذي شيده والد الضحايا منذ سنة 2002، بسطح السكن الجماعي الذي يضم تسعة جيران. حيث باءت جميع المحاولات لإنقاذ الأطفال الأربعة البالغة أعمارهم 3، 5، 8، 11 سنة، ووالدتهم البالغة من العمر 39 سنة، بالفشل بسبب تصاعد لهيب النيران، وانهيار سقف المبنى فوق رؤوس الضحايا، الذين انتشلت جثثهم من وسط الركام بعدما تحولت إلى رماد.
وصرح الوالد المفجوع، الذي نجا من المحرقة، لـ”الشروق”، على إثر وجوده بمقر عمله ليلا، بأن حالته الاجتماعية القاسية أجبرته على تشييد بيت قصديري مساحته 12 مترا مربعا فوق السطوح ليؤوي أفراد عائلته، بعدما حرم من الاستفادة من سكن اجتماعي يضمن لهم العيش الكريم منذ أزيد من 15 سنة. مضيفا: “لا أحتاج من السلطات شيئا اليوم، لقد رحل جميع أفراد عائلتي من دون أن يتحقق حلمهم في الاستفادة من سكن اجتماعي، كان قد يضمن لهم العيش الكريم”، مؤكدا : “لم تشفع لي حتى إعاقة أبنائي الذين ينتمون إلى فئة الصم البكم، لتكون لي الأولوية في الحصول على سكن إيجاري عمومي، أصبحت اليوم في غنى عنه بعدما رحل جميع أفراد عائلتي ولا يسعني إلا أن أقول: حسبي الله ونعم الوكيل”.
تصريح الوالد، جاء في الوقت الذي أشارت فيه التحقيقات الأمنية الأولية، إلى أن سبب الحريق قد يعود إلى شرارة كهربائية، ناجمة عن تشغيل المدفأة الكهربائية، وما ساعد في اتساع رقعة الحريق هو المواد البلاستيكية والقصب الذي استعمل في تسقيف الغرفة.