ضرورة تحديث ثقافة العلاج النفسي والاجتماعي قبل التوجه للعلاج بالأدوية

في تصريح لمنسق مجموعة أطباء للأمراض العقلية والنفسية، الدكتور المختص في الأمراض العقلية بغداد عربي رضا، للشروق، نهاية الأسبوع ببسكرة، في اختتام تظاهرة الأيام الطبية للأمراض العقلية بالمستشفى المتخصص سي الحواس ببلدية مشونش، أكد أن الفحوصات الطبية التي أجريت على أغلب المرضى من الفريق الطبي القادم من أكبر المستشفيات المتخصصة من ليل وباريس وليون بفرنسا، تعد نفس الحالات المسجلة بالخارج مع اختلاف عوامل الإصابة بالمرض وبدايته، مؤكدا ضرورة تحديث ثقافة العلاج النفسي والاجتماعي قبل التوجه للعلاج بالأدوية المكمّلة حتى نجعل المريض إنسانا عاديا يتعايش مع مرضه دون حصول أخطار يلحقها بنفسه.
التظاهرة الطبية في طبعتها 19 بالجزائر، أقيمت هذه السنة ببسكرة ونشّطها نحو 8 أطباء من جنسيات فرنسية ومغربية وجزائرية مغتربة وممرضين شاركوا تضامنيا ضمن مبادرة نظمت بالتنسيق بين مديرية الصحة وجمعية الصداقة الشعبية الجزائرية الفرنسية، وسجلت إجراء فحوصات لـ 125 شخص منهم 60 طفلا استقدمتهم عائلاتهم من ولايات ومدن بسكرة، الوادي، تقرت، الجلفة، باتنة، خنشلة، حيث عرفت إقامة ورشات طبية تكوينية لفائدة عديد الأطباء والممرضين الجزائريين المحليين عبر مرحلتي التكوين النظري ثم التطبيقي مع عدد من الحالات المرضية في الطرق المستخدمة للعلاج بالأدوية والوقاية ثم التعرّف على الأزمات الانتحارية والمؤدية للعنف التي تولد لدى المريض عقليا وغيرها من عوامل العلاج المتدرجة في التعامل مع المريض عقليا من الناحية النفسية.
هذه الأيام الطبية عرفت تنشيط دكاترة أخصائيين ملتقى حول محاور دور العائلة في معالجة المرض العقلي والعلاج المزدوج للأمراض وحول فائدة الأدوية والمرافقة النفسية السليمة للمريض غير المتقبل للعلاج النفسي أو بالأدوية .
وأوضح من جهة أخرى مسؤول مستشفى الأمراض العقلية فرغوس أحمد للشروق، أن المستشفى يحتل صفة جهوية للأمراض العقلية افتتح بصفة جزئية قبل شروعه في نشاطه الكامل الطبي بداية سنة 2018 بمشونش، يضم اليوم 3 أطباء أخصائيين واثنين عامين بطاقة استيعاب 60 سرير وسيارة إسعاف ساهمت السلطات المحلية في دعم الصرح الصحي بها.
و ذات المسؤول اعتبر زيادة دعم المستشفى بالطاقم في طب الاختصاص يعد رهانا للمؤسسة الاستشفائية في ناحية الجنوب الشرقي للجزائر وأملا تتعلق به الكثير من عائلات المرضى، سيما أن المستشفى مكسب للولاية يضم حاليا نحو 10 سكنات وظيفية مجهّزة تنتظر استقدام الأطباء الأخصائيين لتذليل معاناة المرضى وذويهم في تلقي ظروف العلاج.