يأتي برنامج “الأسرة المنتجة” الجاري تنفيذه بولاية سعيدة، لتجسيد معنى التضامن مع المحتاجين و يفتح آفاقا للعائلات لتدعيم نشاطاتها الحرفية و المساهمة في إنجاحها ميدانيا.
و يستهدف هذا البرنامج المسطر من طرف وزارة التضامن و المرأة و قضايا الأسرة شريحة العائلات المعوزة، بهدف إخراجها من العوز الاجتماعي الذي تعاني منه و منحها المساعدة و الوسائل الضرورية لتجسيد نشاطها الحرفي.
و تعد ولاية سعيدة من بين 12 ولاية التي استفادت من هذا البرنامج التضامني الذي يؤسس لبناء أسرة قوية ماديا و لها القدرة على تحقيق الإنتاج الوفير و ترويجه لتحقيق مداخيل تكفيها لسد حاجياتها و مستلزماتها اليومية.
وتعرف هذه العملية التي استفادت منها ولاية سعيدة نجاحا بالولاية بالنظر للاهتمام الكبير الذي يلقاه هذا البرنامج الطموح من طرف العائلات المعوزة، التي تريد العمل و الإنتاج للخروج من الوضعية المالية الصعبة التي تعاني منها على مدار عدة سنوات.
و تسجل مديرية النشاط الاجتماعي و التضامن إيداع العديد من الملفات و طلبات الاستفادة من هذا الدعم من طرف المعوزين للحصول على التجهيزات الضرورية لنشاطاتهم الحرفية، وفقا لما أوضحه مدير هذه الهيئةي السيد سليم مراد.
و تكمن مزايا هذا الدعم الذي تمنحه مديرية النشاط الاجتماعي و التضامن بعد دراسة ملفات المترشحين في تمكين هؤلاء المحتاجين من الحصول على التجهيزات الضرورية، منها آلات الخياطة و الطرز و تربية النحل.
و في هذا الإطار، أشار مدير النشاط الاجتماعي و التضامن عن استفادة خلال السنة الماضية قرابة 50 عائلة معوزة من هذه المساعدات لخلق نشاطات حرفية منتجة، منها خياطة الألبسة و الأفرشة و الطرز و المجبود و صناعة الحلويات التقليدية و إعداد الكسكس و تربية النحل.
و يعتبر برنامج الأسرة المنتجة الذي يتم تجربته بولاية سعيدة مشروعا “ناجحا”، حيث يستهدف الطبقة الهشة في المجتمع و التي تحتاج للتضامن معها و مساعدتها لإخراجها من دائرة الفقر و جعلها عنصرا فعالا في المجتمع و لها القدرة على تحقيق الإنتاج و ترويجه، كما أشير إليه.
و تستفيد العائلات المعوزة التي تتوفر فيها جميع شروط الدعم من وسائل و تجهيزات تتراوح قيمتها المالية بين 10 آلاف و 50 ألف دج لمزاولة نشاطاتها.
و تسهر على هذه العملية لجنة تقنية تابعة لمديرية النشاط الاجتماعي و التضامن تعمل على دراسة الملفات بشكل دقيق لتحديد المحتاجين من الاستفادة منه إضافة إلى المتابعة الميدانية بعد عملية الاستفادة.
و يتميز برنامج الأسرة المنتجة بتفعيل جميع أفراد العائلة و إشراكهم في عملية الإنتاج و الترويج للمنتوج المتحصل عليه و هي العملية التي تسمح لهذا النشاط من الانتعاش و تحقيق أرباح مالية.
فيما تعمل عديد المؤسسات والجمعيات المهنية على إنجاح برنامج الأسرة المنتجة على غرار الفرع الولائي للمنظمة الوطنية لترقية التكوين المهني و الأسرة المنتجة الذي يقوم بدور محوري و أساسي في ترقية الأسرة المنتجة و التضامن معها و مرافقتها ميدانيا لإنجاح نشاطها الحرفي الذي يحتاج إلى تقديم المساعدة.
و أبرز رئيس ذات الفرع الولائي، أمين بلهاشمي الدور المهم لهذه المنظمة كشريك اجتماعي لمديرية النشاط الاجتماعي و التضامن، و الذي يتجسد في الوصول إلى العائلات المعوزة و توجيهها للاستفادة من برنامج الأسرة المنتجة و توضيح جميع الخطوات و الشروط اللازمة بهذا الخصوص.
و تركز هذه المؤسسة الاجتماعية في برنامجها المخصص للمرأة على مساعدة المرأة الماكثة في البيت، حيث يعمل على معرفة أهم الحرف و النشاطات التي تمارسها تم تتصل بقطاع التكوين المهني من أجل تأهيلهن و منحهن شهادات تأهيل تمكنها من الاستفادة من دعم الدولة لبعث نشاطها الحرفي و تطويره.
و إلى جانب المنظمة السالفة الذكر تركز جمعية ترقية المرأة لمدينة سعيدة على تكوين المرأة لماكثة في البيت في مختلف النشاطات الحرفية منها الخياطة و الحلاقة و إعداد الحلويات التقليدية و العصرية حتى تصبح أسرة منتجة و فعالة في المجتمع.
و أوضح رئيس ذات الجمعية النشيطة، بلة أحمد أن جمعيته سطرت برنامجا لترقية المرأة و تكوينها في مختلف النشاطات الحرفية، إضافة إلى مساعدتها في الحصول على شهادات تأهيل تمكنها من الاستفادة مستقبلا من دعم الدولة لتمويل نشاطاتها الحرفية.
كما تسعى الجمعية الولائية لمربي النحل بسعيدة إلى مساعدة العائلات المعوزة و تشجيعهم على ممارسة نشاط تربية النحل و إنتاج العسل و تحقيق مداخيل لعائلاتهم في إطار الأسرة المنتجة.
و أوضح رئيس هذه الجمعية التي تضم أزيد من 700 نحال أن برنامج الجمعية يهتم بتكوين العائلات المعوزة لتمكينها من خلق نشاط حرفي يضمن لها تحقيق مداخيل مادية.
و قد تمكنت العديد من النساء المعوزات من إنجاح نشاطاتهن الحرفية بفضل الدعم المقدم من طرف الدولة في إطار ” الأسرة المنتجة”، حيث تقول السيدة فاطمة الزهراء أن إرادتها في البحث عن مصدر رزق و تمكنها من إتقان حرفة خياطة الملابس و استفادتها من آلة خياطة و مواد أولية ساهم بشكل كبير في خروجها من الضائقة المادية التي كانت تعيش فيها.
و قد انعكس هذا النشاط الذي تقوم فيه بخياطة ملابس نسائية إضافة إلى خياطة أغلفة الوسائد و بعض الأفرشة بالإيجاب على المستوى المعيشي لعائلتها في سد مختلف الحاجيات اليومية من خلال بيع منتوجات الخياطة.
و تشارك ذات المرأة المنتجة رفقة أفراد عائلتها في عرض و بيع منتوجاتها عبر العديد من الفضاءات المتمثلة غرفة الصناعات التقليدية إضافة إلى مشاركتها في معارض أخرى تقام خارج الولاية.
و من جانبه أبرز الشاب بوزيان أنه بفضل التكوين الذي تابعه في مجال تربية النحل استطاع خلق مشروعه المصغر بعد استفادته من صناديق نحل و انتاجه للعسل، حيث يتخذ من منطقة تافرنت (بلديةسيدي بوبكر) مكانا لتربية النحل.
و ساهم هذا المشروع بشكل فعال في انتاجه للعسل و مشاركته ضمن العديد من المعارض التي تقام بولايات الغرب و تحقيقه “لربح وفير” يضمن له سد قوت عائلته.