على إثر موت سيدة بحمى المستنقعات بتيارات و وفاة شاب بباتنة بنفس الداء، الأمر الذي خلق حالة استنفار في مصالح مديرية الصحة والسكان، بتسخير أطقم طبية لتأكيد سبب الوفاة وعمال لرشّ منطقة بوذراع وبوهني بأعالي مدينة تيارت بالمبيدات، وهو نفس الوضع الذي تعيشه ولاية باتنة.
و وفق مصادر إعلامية، فإن إصابة أفراد عائلة بكاملها بحمى المستنقعات بعد وفاة مشبوهة للجدة البالغة من العمر 68 سنة وظهور أعراض الارتفاع الشديد في حرارة الجسم والشعور بإعياء وغيثان على أفراد العائلة، حمل مصالح مديرية الصحة والسكان إلى تكثيف نشاطها لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الحادثة، تم خلالها نقل ثلاثة من العائلة وهم الأم (36 سنة) وهي معلمة وابنيها (3 و6 سنوات) إلى مستشفى القطّار بالعاصمة، أين يخضعون إلى العناية والمراقبة الطبيتين، مع خضوع العشرات من جيران الضحية وعدد من العمال الأجانب بمشروع مجاور إلى التحاليل الطبية جاءت نتائجها سلبية، فيما تحول اهتمام مصالح الوقاية لمديرية الصحة إلى البحث عن البعوضة الناقلة للمرض التي تكون وراء نقل حمى المستنقعات أو الملاريا، كما يطلق عليها في المناطق المجاورة لمكان إقامة العائلة بأعالي مدينة عاصمة الولاية.
ويجهل لحد الآن كيفية انتقال هذا المرض الجرثومي غير المعدي، بل المتنقل من إنسان لآخر عن طريق حشرة ناموس خاصة، حيث أن أغلب الحالات المسجّلة في الجزائر مستوردة من بلدان الساحل، لترجّح فرضية تنقلها عن طريق الأفارقة المهاجرين غير الشرعيين، على اعتبار أن وزارة الصحة تفرض دفتر التلقيح على كل عابري الحدود بطرق شرعية من وإلى الجزائر.
وتعدّ هذه أول مرة تسجّل بولاية تيارت مرض حمى المستنقعات خلال ربع قرن تقريبا، ذلك أن حالات ظهرت في سنة 1974 ببلدية تخمارت الحدودية مع ولايتي سعيدة ومعسكر.
وعلم أن موفدا من وزارة الصحة والسكان، تنقّل إلى تيارت لتقصي الحقائق حول هذه الوفاة المشبوهة، قبل حلول بعثة طبية يقودها مختص في علم الحشرات اليوم، لتنطلق عملية التحقيق الصحي رغم تطمينات أطلقت على التحّكم في الوضع الصحي وتحسّن حالة المرضى الذين نقلوا إلى مستشفى القطّار بالعاصمة والمنتظر أن يغادروه قريبا ليعودوا إلى مكان إقامتهم.
وفي باتنة توفي، أمس، شاب يبلغ من العمر 21 سنة، بداء الملاريا بمستشفى الأمراض الصدرية، و حسب معلومات عن نفس المصدر الإعلامي، فإن الشاب القاطن بوسط مدينة باتنة ويدرس سنة ثالثة جيولوجيا بجامعة باتنة، دخل المستشفى يوم 30 سبتمبر الماضي، وتجوّل بين ثلاث مناطق في المدة الأخيرة هي تونس وفرنسا ومدينة حاسي مسعود، ولم تظهر أي معلومات دقيقة حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء إصابته بهذا الداء.