بعد أن بقيت قضية مقتل عائلة موظف بمفتشية التربية “ظريف نذير” واخفاء جثته داخل الصندوق الخلفي لسيارته المركونة داخل مرآب منزله العائلي قبل التسلل إلى غرفة نومه وإزهاق روح زوجته البالغة من العمر 38 سنة وابنه وليد عبد الحي الذي لم يتجاوز وقتها الأربع سنوات من عمره الذي تم خنقه برباط الحذاء الرياضي لشقيقته عندما كان يغط في نوم عميق ليلة الجريمة، قبل الاستيلاء على المجوهرات، رهينة الرفوف، فقد تم فك رموز هذه الجريمة و إلقاء القبض على المتهم لتتخذ العدالة مجراها الطبيعي.
فيما أمر قاضي التحقيق لدى محكمة قالمة، يوم الأحد، بإيداع شرطي يبلغ من العمر 48 سنة الحبس المؤقت بعد متابعته من طرف النيابة بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والسرقة الموصوفة، والتي ذهب ضحيتها 3 أفراد من عائلة ظريف داخل مسكنها العائلي الكائن بحي بولحفة عبد المجيد ببلدية هيليوبوليس بقالمة في السابع من شهر افريل من سنة 2016.
و المشتبه فيه متزوج وأب لثلاثة أطفال كان يعمل بمصلحة الشرطة القضائية بأمن دائرة عين مخلوف بقالمة قبل تحويله للعمل بأمن ولاية الأغواط خلال صائفة هذه السنة.
و حسب الشروق التي أوردت الخبر، فإن محققي الشرطة القضائية لأمن ولاية قالمة والذين عكفوا على التحقيق في تفاصيل الجريمة البشعة التي هزت مشاعر سكان ولاية قالمة ربيع العام الماضي توصلوا إلى تحديد هوية المشتبه فيه باستعمال طرق وتقنيات علمية حديثة بعد عرض أكثر من 100 عينة من الدلائل والقرائن التي عثر عليها عناصر فرقة الشرطة العلمية بمسرح الجريمة يوم الوقائع على مخبر التحاليل الجنائية ببوشاوي بالجزائر العاصمة.
وقد يكون وجود البصمة الوراثية للمشتبه فيه على إحدى العينات التي تم رفعها من مسرح الجريمة هو ما أوصل المحققين لتحديد هوية المشتبه فيه الذي ظل يعمل بمنصبه بصفة عادية قبل توقيفه من طرف عناصر الشرطة نهاية الأسبوع الماضي بعد تمديد دائرة الاختصاص إلى ولاية الأغواط بإذن من وكيل الجمهورية لدى محكمة قالمة.
وتعتبر هذه الجريمة من أبشع الجرائم التي شهدتها ولاية قالمة في العشر سنوات الأخيرة عندما استيقظ سكان هيليوبوليس على جريمة قتل ثلاث أفراد من أسرة واحدة، و بقيت لغزا محيرا لما يزيد عن السنة و خمس أشهر، وفي الوقت الذي لم تتضح فيه أسباب ودوافع هذه الجريمة في انتظار ما ستستفر عنه نتائج التحقيق القضائي مع المشتبه فيه، إلا أن سكان ولاية قالمة لازالوا ينتظرون إماطة اللثام عن الجريمة النكراء الأخرى التي اهتزت على وقعها بلدية حمام دباغ في الثاني من شهر فيفري سنة 2008 عندما أقدم مجهولون على قتل أم وإغراق طفليها صهيب وريان (4 و8 سنوات) في برميل ماء حتى الموت داخل منزلهم العائلي بحي البساتين بحمام دباغ وسرقة المجوهرات.