في اليوم الأول من الدخول الفعلي لترامواي سيدي بلعباس حيز الخدمة، فقد شهد إقبالا كبيرا للمواطنين الذين يرغبون في تدشين هذه الوسيلة العصرية للنقل التي من شأنها حل مشاكل النقل وسط المدينة وسترفع عنهم معاناتهم مع التنقل لاسيما خلال فترة الحر وأوقات الذروة، حسب ما لوحظ.
وعرفت الساعات الأولى من نهار اليوم التي سمع فيها صوت ترامواي توافدا كبيرا لسكان المدينة سواء من فئة العاملين أو الراغبين في التنقل من أجل النزهة أو حتى إرضاء للفضول فكان الموعد بساحة أول نوفمبر وسط المدينة التي عرفت تجمهر كبير للمواطنين.
وقد عبر المواطنون في تصريحاتهم لوكالة الأنباء الجزائرية، عن رضاهم عن لهذا المكسب الجديد الذي يعتبر” إضافة نوعية” للولاية أكسبتها بهاء وحلة عصرية تليق بهذه المدينة التي كانت تلقب ب “باريس الصغرى” وأصبحت اليوم بفضل ترامواي “مدينة عصرية وراقية “، لاسيما وأن خط ترامواي يقطع أهم المناطق الحضرية ذات الهندسة المعمارية، المميزة حسب بعد الأصداء.
و قد عبرت جميع ارتسامات المواطنين عن فرحتهم لتحقق هذا الحلم، و قد قال السيد محمد موظف بالقطب الجامعي : “لقد انتظرنا بشغف كبير دخوله حيز الخدمة والآن ونحن نسمع صوته يجوب أرجاء المدينة ندرك أن ترامواي سيدي بلعباس حلم تحقق بعد أربع سنوات وسيختصر الآن لنا الزمن ويسهل علينا التنقل في ظروف مريحة وممتعة”، مضيفا “أنا من العمال المحظوظين الذين يمر خط ترامواي على مكان عملهم فلا خوف من تأخر عن العمل بعد اليوم ولا قلق على نقص في وسائل النقل”.
ويرى الشاب نور الدين من سكان سيدي بلعباس والذي يعمل بالمنطقة الصناعية أنه على الرغم من أن ترامواي لا يمر بكامل الأقطاب إلا أنه يظل وسيلة نقل مفيدة وسط المدينة موضحا “حتى وإن لم استعمله للتنقل للعمل فسأركن سيارتي جانبا بعد انتهاء فترة العمل لأتنقل وسط المدينة على متن الترامواي من أجل قضاء شؤوني أو التجول عبر شوارعها في وسيلة نقل مريحة ومكيفة”.
وبالنسبة للسيدة أمينة وهي معلمة في الطور الثانوي فإن دخول ترامواي حيز الخدمة سينهي حقا معاناتها مع وسائل النقل ” كنا نضطر لقطع مسافات طويلة وسط المدينة مشيا على الأقدام لعدم توفر النقل والآن الحمد لله صار بإمكاننا اختصار الزمن والراحة بسعر معقول”.
وفضلا عن كونه وسيلة نقل مريحة فقد ساهم ترامواي سيدي بلعباس في توفير مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة حيث عرفت فترة الإنجاز التي دامت قرابة 4 سنوات استحداث أكثر من 2500 منصب شغل ، وفقا لما صرح به في هذا السياق المكلف بمشروع تراموي السيد العيد زيان.
و أفاد ذات المسؤول، بأن ترامواي سيدي بلعباس سيسهم خلال فترة تشغيله في توفير أكثر من 400 منصب شغل موزعة على مستوى محطات الصيانة وكذا المراقبة ومركز القيادة وغيرها من المرافق التي تستغل في تشغيل هذه الوسيلة العصرية للنقل.
و يضمن ترامواي سيدي بلعباس النقل على مدار 18 ساعة يوميا بدءا من الساعة الخامسة صباحا إلى 11 ليلا وذلك بتسعيرة 30 د.ج للتذكرة اليومية العادية فضلا عن اقتراح باقة تسعيرات أخرى تخص العائلات الكبيرة وكذا الاشتراكات الشهرية بالنسبة للطلبة والموظفين من أجل تشجيع استعمال هذه الوسيلة العصرية للنقل، كما صرح به مدير النقل بالولاية السيد بومدين رياض.
وأشار ذات المتحدث إلى أن ترامواي سيدي بلعباس يتوفر من جهة أخرى على أنظمة حديثة لتسويق التذاكر وتسيير إشارات حركة المرور على مستوى مفترقات الطرق المرتبطة مباشرة بمركز قيادة ترامواي ما يضمن سلامة حركة المرور.
وبشأن عملية تشغيل هذه الوسيلة العصرية أوضح أنها تعرف استغلال تدريجي للقاطرات البالغ عددها 30 قاطرة حيث تشغل كأقصى حد 13 قاطرة ذهبا و13 إيابا وتركن باقي القاطرات بمركز الصيانة كقاطرات إضافية تستخدم في حال وقوع حادث أو أي سبب تقني.
و ذكر في هذا السياق بأن كل قاطرة تعمل بمعدل 400 راكب وسيتم تشغيلها بفارق 8 دقائق لكل قاطرة، لافتا إلى انه من المتوقع نقل 60 ألف مسافر في اليوم و12 مليون مسافر سنويا ودعا ذات المسئول المواطنين التحلي بروح المواطنة والمحافظة على هذا المكسب العمومي الهام.
للإشارة، يحتوي خط ترامواي سيدي بلعباس الممتد على مسافة 14،26 كلم على 22 محطة و3 أقطاب تبادل انطلاقا من المحطة البرية الجنوبية ويمر بعدة مناطق ذات كثافة سكانية وأقطاب جذابة وأهم المرافق العمومية والقطب الجامعي ومشروع السكة الحديدية الجديدة لسيدي بلعباس.
للتذكير، كان وزير النقل والأشغال العمومية قد أشرف أمس الثلاثاء على وضع حيز الخدمة تراموي سيدي بلعباس وذلك على مستوى ساحة أول نوفمبر حيث شدد على ضرورة الاستغلال الأمثل لهذه الوسيلة العصرية للنقل المنجزة في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تحسين ظروف تنقل المواطنين من خلال تعزيز المنشآت القاعدية وإدراج أنظمة نقل حديثة. كما دعا إلى تكثيف الحملات التحسيسية للمحافظة على هذا المكسب العمومي الذي كلف خزينة الدولة أكثر من 28 مليار د.ج.