بعد أن قضين رحلة اصطياف و استمتعن بها، ببلدية عين كرشة بولاية أم البواقي في شاطئ العربي بن مهيدي المعروف باسم جاندراك، بولاية سكيكدة، يوم الجمعة، كن ثلاث بنات في عمر الزهور لا يعرفن أن مصيرهن هو الموت، فتحولت رحلة العودة من الاستمتاع بالاصطياف إلى فاجعة عند الطريق الوطني رقم 79 في منطقة قطار العيش التابعة لبلدية الخروب الفاصلة بين قسنطينة وولاية أم البواقي.
فقد انحرفت حافلة كانت تقل الضحايا في رحلة العودة في توقيت صلاة المغرب، ثم انقلبت فتسبب الحادث في هلاك شخصين في عين المكان، هما طفلة تقطن ببلدية عين كرشة في الثامنة من العمر، وشابة في الثامنة عشرة، توفيتا في عين المكان، بينما أصيب 25 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين تسعة أشهر وستين عاما، من ركاب الحافلة بمن فيهم سائقها بجروح خطيرة، وتوفيت في الطريق إلى المستشفى شابة أخرى في التاسعة والعشرين من العمر، والضحايا من عائلة شارف من بلدية عين كرشة.
و هرع المئات من سكان المنطقة رفقة مصالح الحماية المدنية بعلي منجلي إلى مكان الحادث، مجندين بشاحنتين مجهزتين بمضخة وخزان وتسع سيارات إسعاف، قامت بنقل الجرحى إلى ثلاثة مستشفيات هي مستشفى علي منجلي وبن يحيى بالخروب والمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة.
و صرح مدير مستشفى قسنطينة الجامعي، السيد كمال بن يسعد، للشروق، إن مصالحه استقبلت 20 جريحا، غادر تسعة منهم إلى مساكنهم وتواصل التكفل الصحي بأحد عشر آخر.
وحسب بعض الجرحى، فإن الرحلة سارت بطريقة عادية، ولكن زخات المطر الغزير الذي تهاطلت مغرب يوم الجمعة على كافة ولاية قسنطينة، والسرعة التي استعملها السائق في طريق وطني باتجاهين متعاكسين، جعلا السائق يفقد التحكم في مسار الحافلة فحدث الانقلاب، وحوّل فرحة المصطافين إلى مأساة، وشكروا جميعا الهبّة الشعبية التي وجدوها من سكان قسنطينة الذي توجهوا إلى عين المكان وقدموا كل المساعدات المادية الضرورية ووضعوا سياراتهم رهن إشارة المصابين.
و يذكر أن رحلة الاصطياف التي انتهت بفاجعة، قد جمعت الكثير من العائلات القاطنة ببلدية عين كرشة بولاية أم البواقي نحو شاطئ العربي بن مهيدي المعروف باسم جاندراك، بولاية سكيكدة.