بينما كانت مدينة بئر العاتر، بجنوب ولاية تبسة، في عز هدوئها، نهار يوم الخميس، فإذا بها تتحول حالة من الصدمة و الذعر، بعد أن عاشت على وقع جريمة نكراء، راحت ضحيتها أم مسنّة تدعى الحاجة “ب.عالية” في السابعة والسبعين من العمر، بعد أن قام ابنها البالغ من العمر 45 سنة، وهو أب لـ3 أبناء، بوضعها أرضا، ثم أخرج خنجرا من جيبه وذبحها كما تذبح الشاة من الوريد إلى الوريد، ثم دخل إلى المنزل المجاور لمكان الجريمة وحاول حرق منزل أخيه، باستعمال البنزين وإلهاب النار.
و لولا تدخل أفراد الأسرة، الذين منعوه بالقوة وأطفؤوا النار التي التهمت بعض الأثاث لحسن الحظ، لحدثت محرقة حقيقية في حق شقيقه وعائلته، وقد اتصلوا بعناصر الشرطة، التي تدخلت بالقوة العمومية، حيث أصاب الفاعل من خلال رد فعله العنيف، ثلاثة منهم، أثناء عملية التوقيف، وهو في طريقه إلى الجبل في محاولة للهروب قبل توقيفه، وعلى الفور فتحت عناصر الشرطة، وبأمر من وكيل الجمهورية، تحقيقا لمعرفة ملابسات الجريمة النكراء، التي راحت ضحيتها أم لـ 5 أبناء أكبرهم الجاني، ومحاولة حرق المنزل العائلي الكبير، الذي يأوي أفراد الأسرة.
وأكدت الشروق التي أوردت الخبر، عن مصادر من عين المكان، وجود خلاف بين الجاني وأفراد الأسرة، من أجل مبالغ مالية لم تحدّد قيمتها وصراع حول أحقية كل طرف في مسكن الوالد المتوفى ووقوف الوالدة الضحية في وجه ابنها الجشع.
وعلى إثر انتشار خبر جريمة القتل، تنقل العشرات من سكان المدينة، إلى حي الكاهنة، ببئر العاتر، حيث موقع الجريمة، للاستفسار عن الجرم الفظيع، الذي لم يحصل من قبل ولمعرفة إن أقدم شخص في الولاية على ذبح أمه كما تذبح الشاة وببرودة دم.
و بينما سيعرض الجاني غدا السبت على وكيل الجمهورية أقيمت عصر أمس جنازة أمه في جوّ مهيب وبتأثر كبير من سكان كامل مدينة بئر العاتر التي بقيت مصدومة، ولم تستطع استيعاب جريمة بهذا الحجم الرهيب، وكان منظر أبناء الجاني صعب التحمّل، وهم أحفاد الضحية، وهم يبكون لافتقاد جدتهم للأبد، و سيفقدون الأب بين قضبان السجن إلى أجل غير مسمى.