في واحدة من المتناقضات التي تعيشها بلادنا، فعوض تشريف من يفضح واقع المستشفيات، فإذا به يصبح متهما، و هذا لسان حال شاب مدون بصفحة خاصة بأخبار ولاية سيدي بلعباس، عبر موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، حيث تحول إلى متهم في قضية ترويج مقطع فيديو يكشف عن الحالة الكارثية التي تنام عليها المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية، وما يعانيه النزلاء بها.
و قد كان مقطع الفيديو الذي عرف انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد شغل الرأي العام لما يحمله من مشاهد تكشف عن الحالة الكارثية التي يواجهها نزلاء المؤسسة، حيث يظهر المرضى وهم يفترشون الأرض في عز الشتاء، وآخرون ينامون فوق أسرة من دون فراش، كما حمل الفيديو مقطعا يثبت إقدام المرضى المختلين عقليا على قضاء حوائجهم الطبيعية وسط الغرف المقيمين بها، و وثق مشهدا آخر تدهور مرافق المؤسسة التي يعود تدشينها إلى عشر سنوات مضت، وكان ممتهني الصحة العمومية، قد أصدروا آنذاك، بيانا يؤكدون فيه صحة المقاطع التي حملها الفيديو المتداول، كما أشار نص البيان إلى استعداد ستة أطباء يعملون بجناح الرجال، للإدلاء بشهادتهم حول حقيقة الوضع، بينما قابل ذلك، تصريح مدير المؤسسة الذي صرح أن الفيديو مفبرك، مؤكدا أن إدارته ستقدم شكوى رسمية، لتحديد هوية الأطراف التي قامت بالتصوير داخل المؤسسة.
وبينما كان الجميع يترقب تدخل وزارة الصحة، وإيفاد لجنة خاصة تعمل على تقصي حقيقة الوضع بالمؤسسة، بعدما تحولت القضية إلى فضيحة هزت قطاع الصحة، تفاجأ الشاب “ب.خليل” البالغ من العمر 29 سنة، المشرف على صفحة ولاية سيدي بلعباس عبر الفايسبوك، باتهامه بوضع في متناول الجمهور صور إضرار بالغير، بعدما كانت الصفحة التي يديرها، أحد المواقع التي تداولت الفيديو.
و في اتصال هاتفي للشروق مع الشاب، قال : “أقدمت على ترويج الفيديو من باب التنديد بالفوضى والحالة الكارثية التي يعاني منها المرضى بالمؤسسة”، مضيفا “كان من الأجدر بالوزارة الوصية التدخل لتحديد المسؤوليات، عوض أن ترفع شكوى ضد من كشفوا للرأي العام. حقيقة ما يحدث داخل مؤسسة يفترض أنها تسهر على توفير جميع الظروف الجيدة لإقامة هذه الفئة من المرضى”.
و حسب نفس المتحدث، فإمه من المنتظر أن تنظر محكمة سيدي بلعباس في قضيته بداية من تاريخ 25 من شهر جوان المقبل.