مازالت عائلات 26 شابا جزائريا من ولايتي مستغانم و الشلف تنتظر أخبارا سارة عن مصير أبنائها الذين انقطعت أخبارهم منذ 10 أيام، و الذين اختفوا فجأة عن الأنظار و لم يجدوا لهم لا أثرا و لا خبرا.
و هناك رواية تقول أنهم أبحروا على متن ثلاثة قوارب صيد من شاطئ بلدية المرسى بولاية الشلف، فيما رواية أخرى تقول أنهم أبحروا من شاطئ البحارة الذي يوجد شرق ولاية مستغانم، و وجهتهم كانت السواحل الإسبانية، حيث استغلوا الظروف الجوية و البحرية الملائمة.
و ذكرت مصادر صحفية أن بعض المفقودين ال 26 ينحدرون من المناطق المجاورة لبلدية أولاد بوغالم الواقعة أقصى شرق ولاية مستغانم، و البعض ينحدرون من المناطق التابعة إداريا لدائرة تنس بولاية الشلف، و رغم المراقبة الأمنية للدرك الوطني و حراس السواحل تمكنوا من الإبحار.
و قد ذكرت وسائل إعلام محلية و دولية أنه تم قبل أربعة أيام إنقاذ 22 مهاجرا غير شرعي قبالة سواحل مدينة أليكانت، و جميع المهاجرين السريين الذين تم إنقاذهم ينحدرون من أصول جزائرية، و حسب نفس المصادر فإن 10 كانوا على متن قارب أول منهم 3 قاصرين و 12 كانوا على متن قارب ثان، 4 منهم قاصرين، و بسبب الجوع و العطش و نفاذ المؤونة بعد قضاء ثلاثة أيام في البحر كانت وضعيتهم الصحية جد حرجة و مزرية.
و قد قامت عائلات ال 26 شابا بمحاولة للإتصال بمراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين و المنتشرة في عدد من المدن الإسبانية كمرسيا و فالنسيا و الخزيرات من أجل التأكد من تواجد أبنائها هناك لكن محاولتها لم تفلح.
ليبقى بذلك مصير 26 شابا جزائريا مجهولا في انتظار أخبار سارة قد تأتي و قد لا تأتي، فيما لازالت عائلات الشباب تعيش حالة من القلق و التوتر و لا تعرف شيئا عن مصير أبنائها الذين غوتهم أنوار أوروبا و حاولوا الهجرة هناك بحثا عن مستقبل واعد لم يجدوا ملامحه هنا، ربما الأيام المقبلة تحمل لهم أخبارا قد تكون سارة و قد لا تكون كذلك.