في واحدة من الطرائف المؤلمة، و من شر البلية ما يضحك، فقد تضامنت أعمال الصيانة الكبرى على الخدمات الحيوية، و أبت إلى أن تجتمع دفعة واحدة على المواطن الجزائري، إذ انقطع الأنترنيت لمدة يومين، و أعلنت مؤسسة سيال تذبذب توزيع المياه على العاصمة وما جاورها لمدة ثلاثة أيام، فيما قامت مديرية الأشغال العمومية المواطنين بقطع نفق أولاد أوشايح ذهابا وإيابا لمدة 15 يوما، ما من شأنه أن يتسبب في أزمة مرورية حادة.
و لم يجد صناع الحدث تصريف كلمة انقطاع سوى في عز الحملة الانتخابية، ما من شأنه أن يزيد من هاجس المقاطعة، وسط حالة التذمر والاستياء التي يعيشها الجزائريون في ظل ارتفاع الأسعار وانتشار فضائح الفساد و المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية التي أرهقت المواطن الجزائري و أفقدته حتى الثقة في نفسه.
أما مواقع التواصل الاجتماعي فقد كانت وجهتها واحدة و هي التعبير عن السخط و الاستياء و التذمر بتعليقات حادة أحيانا ، و ساخرة أحيانا أخرى، و اجتمعت كل حول سؤال : كيف يمكن أن تنقطع ثلاثة مجالات حيوية دفعة واحدة، و في عز الحملة الانتخابية؟ فمن يستفيد من هذا الوضع؟ و من لها مصلحة في مقاطعة الانتخابات؟