أصبحت ظاهرة الانتحار في أوساط الشباب تنتشر كالنار في الهشيم بأرقام مرعبة، فلا يكاد يمر يوم إلا و نسمع انتحار الشباب، و هذه المرة وقع حادث انتحار على مستوى حي عيسى بوكرمة، المعروف باسم “السيسال”، بمدخل مدينة سكيكدة، منذ ليلة الأحد إلى الاثنين، حيث قام شاب يبلغ من العمر 26 عاما يدعى معزوز محمد، بوضع نهاية لحياته بطريقة بشعة، حيث سكب البنزين على جسده أمام أنظار الناس، و أضرم النار في جسده، و بمجرد أن بدأت تأكل منه النار، حاول الفرار لكن دون جدوى، فقد التهمت النيران جسده، رغم محاولة الأسرة و الجيران إخماد النيران مستعملين الماء، الذي زاد من اشتعال النيران، و رغم محاولة إنقاذه إلا أنه توفي صباح اليوم الموالي في مستشفى عبد الرزاق بوحارة بسكيكدة، متأثرا بجروح غائرة و كبيرة لم ينفع معها علاج، و هو الحادث الذي ترك صدمة كبيرة في نفوس الأهل و المقربين و الجيران.
و قد أشارت مصادر إعلامية نقلا عن أهل الضحية، أن الفقيد محمد انقلبت حياته رأسا على عقب منذ الوفاة الأليمة لوالدته، التي كان متعلقا بها إلى درجة كبيرة، ولم يكن يقوى على مفارقتها، وظل منذ وفاتها يزور قبرها باستمرار ويبكي بحرقة على فقدانها، ويتألم كلما صادف صورها أو ملابسها، في المنزل.
و قال والد الضحية، أن محمد من أحسن أبنائه،خلوق وطيب إلى درجة كبيرة، لكنّه تغير كثيرا منذ وفاة والدته، فيما أكد بعض من زملائه في العمل أنّ محمد تعرض لضغوطات كبيرة في الأسابيع والأيام الأخيرة، بسبب توقيفه من العمل، بمدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة، لكونه يشتغل في مجال تركيب الهياكل الصناعية.
ليبقى السؤال مطروحا، هل فقدان الأم أو العمل أو أي شيء في هذه الحياة سبب مقنع لوضع نهاية لحياة شاب في مقتبل العمر؟