تشكل منطقة ازفون واحدة من مناطق القبائل البحرية. وتقع حوالي 70 كم شمال شرق مدينة تيزي اوزو. في فصل الصيف، مئات الآلاف من المصطافين يختارون أن يحطوا الرحال بها نظرا لشواطئها الجميلة التي تنسجم مع الطبيعة الجبلية للمناطق المجاورة. اذ انها انعكاس لتركيب فريد من نوعه بين البحر والجبال. و لا يمكن للزوار الراغبين في زيارة هذه الجنة الارضية أن يغادروها الا باحساس بالمرارة لعدم القدرة على ترك “مدينة الشمس” كما اسماها طاهر جاووت.
ولكن للأسف، تتناقض جاذبية مدينة أزفون مع العجز من حيث الامكانيات السياحية التي يجب أن يتوافر عليها هذا الموقع الشبيه بالجنة. و الحقيقة المرة هي أن في هذه المدينة التي يزورها الملايين من السياح على طول فصل الصيف، لا يتعدى عدد الفنادق عدد أصابع اليد الواحدة. إضافة إلى هذا العجز في البنية التحتية السياحية اللازمة لاستقبال للملايين من السياح، فشواطئ أزفون الجميلة ليست مهيأة لجعل إقامة زوارها ممتعة. فمثلا، الشاطئ الذي يقع في الجزء الشرقي من المدينة ،بالقرب من الميناء، ملوث تماما. وعلى الرغم من هذا التلوث الجلي على مدى سنوات، لا يزال المصطافون يترددون على هذا الشاطئ على حساب صحتهم وحياتهم. كأن السلطات تنتظر حدوث مأساة كي تمنع استعماله.
إضافة إلى ذلك، فإن مثل هذا الموقع الذي يتمتع بإمكانات سياحية هائلة من المرجح أن يصبح قاطرة حقيقية للاقتصاد الوطني ، يمكن أن تدر مليارات الدولارات للخزينة إذا أرادت السلطات ذلك .خاصة من خلال التوظيف الفعال لهذه المميزات يمكن أن تصبح أزفون منطقة جذب سياحي حقيقي ليس فقط على الصعيد الوطني، ولكن على مستوى البحر الأبيض المتوسط بأكمله.
وتجدر الإشارة إلى أن قطاع السياحة يدر أكثر من 15 ملياردولار للدول مثل تونس والمغرب ومصر. بينما بالنسبة لبلد مثل فرنسا، يدر القطاع أكثر من 60 مليار دولار سنويا وحده. أي ما يعادل عائدات النفط والغاز في الجزائر لعام 2014.