مازال حادث انتحار “نهاد” ابنة رئيس فرق مولودية وهران المعروف بـ “بابا”و ابنة مغنة الراي الشابة “خيرة”، يخلق الحدث و الحديث بن ساكنة وهران، الذين ودعوا طفلة لم تكمل عقدها الـ18 بعد.
رحلت في صمت تاركة ورائها عواطف والديها، التي لم تستوعب بعد ماذا حدث؟ و كيف حدث؟ في غفلة منهما، و قد ووري جثمان طفلتهما الثرى، حيث ذهبت و لن تعود.
و تفاصيل اللحظات الأخيرة من انتحار “نهاد”، كما روتها “الشروق”: “… لم تكن هناك أي مؤشرات توحي بأنها ستقدم في تلك الليلة على وضع حد لحياتها، فابنة الشابة خيرة انتظرت عودة أبيها تلك الليلة من “باريس” حتى تطمئن على صحته بما أنه كان يعاني من مشاكل في القلب، وجلست معه للحظات لتبادل أطراف الحديث، قبل أن يطلب منها منحه الأدوية التي دأب على تعاطيها، وتكفلت هذه المرة بتقديمها له بنفسها في حضور والدتها، ثم تمنت لهما ليلة سعيدة في حدود الساعة العاشرة وتوجهت مباشرة نحو غرفتها مغلقة الباب وراءها كالعادة، وعلى الساعة الرابعة، حسب التقرير الطبي الذي بين توقيت الوفاة، من صبيحة الجمعة قامت الفتاة بربط أحد ستائر الغرفة بالجزء العلوي من خزانة ملابسها، ثم لفته على رقبتها وأقدمت على الانتحار، ولم ينتبه أحد إلا مع حلول الساعة العاشرة صباحا، أي بعد 6 ساعات كاملة من عملية الشنق، وهو ما أكده أيضا التقرير الخاص بتشريح الجثة”.
تفاصيل تخفي الكثير من الأسئلة، هل هناك شيء أهم من حياة شابة لم تكمل الـ18 سنة بعد، يستحق أن تنتحر من أجله “نهاد”؟ و هل شبابنا يقدر معنى نعمة الحياة و هو يبحث عن الموت بطرق تهين الحياة نفسها؟
ما “نهاد” إلا واحدة من عشرات الفتيات و الفتيان الذين اختاروا أن يضعوا حدا لحياة، لم تعد بالنسبة لهم تستحق الحياة، فيخسرون دينهم و دنياهم و كل ما هو مقدس، و الحياة الإنسانية أقدس شيء في وجودنا المادي و الروحي.
فمن المسؤول عن ما وصل إليه مجتمعنا، الذي أصبح كل يوم يهب شابة منتحرة أو شابا منتحرا إلى القبر، حيث الأسئلة تتجاوز أسئلتنا البسيطة؟ هل الأسرة أم الدولة أم الإعلام أم المجتمع بمختلف مشاربه و مؤسساته؟.