أصدرت محكمة الجنايات لمجلس قضاء ڨالمة، في وقت متأخر من مساء أول أمس، عقوبة السجن المؤبد، في حق شرطي متابع بجنايتي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وحمل سلاح ناري من الصنف الأول دون ترخيص من السلطة المؤهلة قانونيا، في جريمة القتل البشعة التي اقترفت في حق عميد الشرطة الذي يشغل منصب رئيس أمن دائرة بوشڨوف شرقي ڨالمة.
و تعود تفاصيل هذه القضية إلى سنة 2013، حينما قام المتهم الرئيسي بأخذ سلاح زوجته الشرطية وذخيرة تقدر بـ30 رصاصة من خزانة داخل منزلهما العائلي، وتوجّه إلى مقهى ثم التقى بالضحية “ع. ص” على متن سيارة، هذا الأخير ألح عليه ليوصله إلى البيت.
وبوصولهما إلى أحد الأماكن شبه الخالية والمظلمة، احتدم الحوار بينهما على خلفية قضية شرف مثلما صرح المتهم الذي أخرج في تلك الأثناء مسدس زوجته وأطلق على الضحية 4 طلقات أصابته إصابات بليغة، نقل على إثرها على يد بعض المواطنين إلى استعجالات مستشفى بوشڨوف، أين خضع لعملية جراحية، ليحوّل بعدها إلى المستشفى العسكري بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة، حيث توفي بعد أسبوع من الحادثة .
و المتهم الرئيسي صرح بحقائق مثيرة خلال جلسة المحاكمة، مفيدا بأنه مس في شرفه من الضحية، من خلال علاقة غير شرعية مع زوجته، وتعرضه لقرار تحويل عمله إلى أمن بسكرة تعسّفا مثلما قال، وأنه ضحية إرهاب إذ أصيب بتسع رصاصات في واقعة الإرهاب التي فقد فيها زوجته الأولى على مرأى من عينيه العام 1998 .
وأضاف المتهم أنه يعاني من انهيارات واضطرابات عصبية ناجمة عما تعرض له زمن عشرية الدم، وقال إنه يوم الحادثة أطلق الرصاص القاتل على الضحية، بعدما شعر بطعن في شرفه من الضحية، وهو يسأله عن حال زوجته.
الزوجة، من جهتها، ذكرت للمحكمة أنها لم تنتبه إلى المسدس والذخيرة اللذين أخذهما زوجها الذي قالت إنه عصبي كثيرا معها ومع الأولاد، وإنه كان يضربها ويعذبها، نافية أن تكون تآمرت معه على قتل الضحية، كما لم تنكر العلاقة معه في وقت سابق للوقائع، لتصدر محكمة الجنايات، بعد المداولات القانونية، عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم الرئيسي والبراءة لزوجته.