ليس الذنب ذنبي إنه ذنب الذى سكب النفاق والغش والخديعة فى النهر ماذا يفعل ذو مروءة بين أهل الخداع فى أرض النفاق. كثيرة هي الظواهر السلبية والآفات الاجتماعية المنتشرة على نطاق واسع بين الناس في هذه الأيام في زمن الرويبضة منها آفة النفاق التي تغلغلت في عمق مجتمعنا من الرأس حتى أخمص القدمين وأصبحت ظاهرة مرضية نتلمسها في المناسبات وكل مناحي الحياة وداخل الشركات والمؤسسات المختلفة وحتى بين الزوجين اللذين تربطهما أنبل وأعمق الروابط والمشاعر والأحاسيس الإنسانية الدافئة.
ويتجسد النفاق ويتمثل في التلون والتزلف والتملق والخداع والرياء والإطراءات المزيفة والقبل المصطنعة بحثاً عن المصالح والمطامع الذاتية الضيقة وسعياً لتحقيق الغايات والأهداف الشخصية . وهو أسلوب رخيص وسلوك مذموم لأنه ينزع من قلب الإنسان كل الفضائل والقيم الأخلاقية السامية والعظيمة ويشل حركة تقدم ونهضة ورقي المجتمع ويتسبب في تقويضه وسقوطه وانهياره. وقد جاء في الحديث الشريف أن النبي المصطفى صلى اللـه عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان. وللنفاق مساوئ وأضرار جمة ولن يتقدم مجتمعنا خطوة واحدة للأمام إذا استمرت هذه الآفة الخطيرة في الانتشار فهي كالسرطان تفتك في الجسد وتدمر خلاياه .
سأل رجل صاحبه لماذا هواء الفجر نقي ؟ فقال لأنه يخلو من أنفاس المنافقين. إن التخلص من النفاق يتطلب التنشئة الاجتماعية الصحيحة والسليمة للأجيال الشبابية الجديدة ، والعمل على تهذيب النفوس وتصويب السلوك والأخلاق وإشاعة الوعي والقيم العليا التي تدعو وتنادي فيها الأيديولوجيات والديانات السماوية . وهذه هي مهمة كل المثقفين ورجالات الإصلاح والعاملين الاجتماعيين وأئمة المساجد وكل الغيورين على مستقبل شعبنا حتى نجتث ونقتلع هذه الآفة من جذورها التي تتعارض مع قيمنا الدينية والأخلاقية.