تعود قضية “أسامة ليسكوبار” السجين الذي فر من سجن الحراش، إلى الأضواء، بعد أن استمعت الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة، لكل من أسامة ليسكوبار، إلى جانب 18 متهما في تهريبه من السجن، و16 شاهدا في القضية.
وباشرت المحكمة استجواب المتهم الرئيسي في القضية، وهو السجين الفار المعروف بأسامة ليسكوبار، الذي كشف حقائق مثيرة عن تفاصيل هروبه من السجن بداية من رشوة بقيمة 10 ملايير سنتيم، وقد غيّر أقواله بخصوص مساعدة عناصر من “الدياراس” له في الهروب.
أسامة ليسكوبار صرح خلال جلسة محاكمته، يوم السبت الماضي، بأن فكرة الهروب عرضها عليه أحد بارونات المخدرات، وهو أحد جيرانه بولاية المسيلة المدعو “فرحات”، هذا الأخير الذي كان يقوم بتصدير المخدرات. وبعد تورطه بعملية تصدير 60 طنا من المخدرات رصدتها مصالح الدرك في شاحنته، عرض على أسامة فكرة الهروب بكافة تفاصيلها، كما سلم له هاتفا نقالا استعمله في سجن القليعة لمباشرة تنفيذ خطته، حيث قرر أسامة بعد تحويله من سجن القليعة إلى سجن الحراش تنفيذ خطته، وطلب من جارته المحامية مساعدته مقابل مبلغ 10 ملايير سنتيم، فقد صرح بأن المحامية رفضت الفكرة في بداية الأمر، ولكن بعد أن قام المدعو “فرحات” بخطف ابنها وتهديدها بقتله في حال امتناعها عن مساعدة أسامة للهروب من سجن الحراش، قررت بعد يوم من تحويله لسجن الحراش مساعدته بتسليمه هاتفا نقالا للاتصال بالمدعو “فرحات” للاتفاق بينهما حول كيفية تنفيذ خطة الفرار، لتعاود زيارته بعد أسبوع طالبة منه توفير بدلة رسمية وأكسسوارات للتنكر بهيئة محام لتسهيل عملية الهروب من السجن، حيث تكفل والده بإحضار البدلة الرسمية دون علمه أن ابنه ينوي الفرار.
كما قامت المحامية بالاحتفاظ ببطاقة زائر حتى يستعملها خلال عملية خروجه من السجن في هيئة محام، وهو ما سهل عليه بتاريخ هروبه اجتياز أبواب السجن الخمسة دون أن يتفطن له أي حارس، حيث كان يدق الباب ويخرج دون أن يسأله أحد عن هويته التي ظهرت لهم جليا من خلال بدلته وأناقته.
و بعد أن خرج من أسوار السجن كان صديقه في انتظاره داخل سيارته لينطلقا على جناح السرعة لولاية سطيف ثم ولاية وهران ومغنية إلى غاية وصوله إلى دولة المغرب بطريقة غير شرعية، حيث ظل على اتصال مع المدعو “فرحات”، وطلب منه تزويده بجواز سفر خشية توقيفه من قبل مصالح الأمن المغربية وتحويله بذلك إلى الجزائر، حيث عرض عليه المدعو “فرحات” موافاته لولاية تمنراست لإكمال إجراءات استخراج الوثيقة، وهي الهفوة التي أسقطته في يد مصالح الدرك الوطني.
وعن باقي المتهمين، أكد أسامة أنهم بريئون من التهم المنسوبة إليهم براءة الذئب من دم يوسف، موضحا لهيئة المحكمة في ختام تصريحاته بأنه عثر على طريقة فريدة للفرار من سجن الحراش، والتي استغلها أحسن استغلال فقط، وبعد المناقشات القانونية قرر وكيل النيابة المرافعة في هذه القضية بعد أن نوه بخطورة الوقائع في هذه القضية، ملتمسا بذلك إعادة تكييف الوقائع من جنحة إلى جناية وعدم الاختصاص النوعي، فيما لا تزال مرافعة هيئة الدفاع متواصلة لغاية كتابتنا لهذه الأسطر.