عاشت مدينة بريكة ليلة سوداء امتدت إلى الفجر، حيث وقعت أعمال شغب بعدما انتفضت عائلة المدعو ” لزهر حاجي” في عقده الخامس، و الذي لقي حتفه أمس بعد تأثره بضربة مميتة على مستوى الرقبة، مما نتج عنها دخوله في غيوبة استدعت مكوثه في المستشفى الجامعي بباتنة لما يقارب الأسبوع إلى أن لبى نداء ربه أمس.
و تعود تفاصيل الواقعة عندما بلغ إلى علم أهل الضحية خبر وفاة قريبهم و الذي لم يستسغه الأهل، و الذين توجهوا مباشرة إلى محل سكن الجاني، ثم سارعوا إلى مقر الأمن من أجل المطالبة بإنصافهم في مقتل قريبهم و القصاص من الجناة و معاقبتهم على جريمة القتل.
و قد تم فتح قنوات الحوار من أجل التهدئة بين عناصر الشرطة و عقلاء المنطقة، إلا أن الأمور تطورت بعد أن لبست الشوارع حلة الشغب و تم حرق العجلات المطاطية و إضرام النار، التي أخمدها أعوان الحماية المدنية، و هناك أخبار تشير إلى أن المحتجين رشقوا بالحجارة مقر الدائرة و نددوا بالظلم الذي تعرض له الضحية، خصوصا أنه طيلة الفترة التي كان يمكث فيها الضحية في المستشفى كان المعتدون يتجولون طلقاء في المدينة في حرية تامة، مما استفز أهل الضحية و أشعل من لهيب غضبهم بعد سماعهم خبر وفاة قريبهم.
و أطوار الجريمة التي ذهب ضحيتها شيخ في الخمسين من عمره تعود إلى ما يقارب أسبوعا عندما كان المشتبه فيه الرئيسي في زيارة لابنته التي هي زوجة شقيق الضحية، و عندما انتهت الزيارة و ودعهم و خرج ليركب في سيارته، تفاجأ برمي بيضة على سيارته الفخمة و الأنيقة، الأمر الذي استفزه و جعله يخرج عن جادة الصواب و يتهم ابن الضحية الصغير برمي البيض على سيارته دون أن يتحرى حقيقة إن كان هو أم لا، حاول الضحية تبرئة ابنه، في وقت كان صاحب السيارة يكيل وابلا من الشتائم و التهديد، مغادرا المكان، و بعد وقت وجيز عاد المشتبه به إلى المكان رفقة أبنائه لينهالوا على الضحية بالضرب حتى سقط على الأرض غارقا في بركة من الدم.
و قد أصدر وكيل الجمهورية أوامره أمس بتشريح الجثة من أجل معرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء وفاة الضحية.