إذا كانت الصورة الذهنية الجاهزة حين الحديث عن الحكومي والخاص هي أن التعليم الخاص أفضل من الحكومي فما مبعث تلك الصورة المسبقة التي تجعل صاحبها مطمئنا إلى التحيز للخاص على جانب الحكومي ؟ هل الفوارق حقيقية من حيث جودة الخدمة التعليمة والتربوية في قطاع دون الآخر أم أن فقاعة إعلام العصر والتركيز الشديد على الإبهار والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة هو من أعطى الخاص أسبقية على الحكومي والمسالة في النهاية لا تعدو أن تكون شكلية؟
تعتمد المدارس الخاصة في طريقة شرحها على الأسلوب الغربي الذي يضع في الحسبان معاصرة المنهج للوقت الحالي ووضع الدروس بجانب اختيار مدرسيها الذي يعطيها جودة أعلى عكس المناهج غير المطورة وهو ما يجعل الأمر يصب في مصلحة المدارس الخاصة.
يعد مستوى المدارس الخاصة من الناحية التعليمية أفضل كثيرًا من المدارس الخاصة وتشير الدراسات إلى التكدس الشديد في فصول المدارس الحكومية والتي يصل تعدادها في بعض المدارس إلى 50 طالبًا في الفصل الواحد بالإضافة إلى انخفاض أجور المعلمين. وعلى الجانب الآخر فإن متوسط الطلاب في فصول المدارس الخاصة يصل إلى 26 طالبًا في الفصل المرتفعة للمعلمين بالإضافة إلى اختيار أصحاب الكفاءات. وتعتبر طريقة التعليم أحد أبرز الفروق بين المدارس الحكومية والخاصة وتلجأ المدارس الحكومية إلى الحفظ والتلقين في أكثر الحالات بينما يعتمد التعليم في المدارس الخاصة والموازية لها كالتجريبي على الشرح والتبسيط والفهم وهو ما يعد طريقة جيدة من أجل رفع مستوى الطالب وتنمية قدراته على الابتكار
وكأحد متطلبات العصر ركزت المدارس الخاصة على تعليم اللغة الإنجليزية التي تعطيها الأولوية في بعض الأوقات فيما تهتم المدارس الحكومية باللغة العربية على حساب اللغات الأجنبية. الميزة الوحيدة للمدارس الحكومية هي انخفاض مصروفاتها بشكل كبير عكس المدارس الخاصة.