هناك الكثير من أطفال يشكون ظلم الأب وقسوته وكثرة المشاكل وقلة الحنان والعطف وأن ما يقام في المنزل فقط الواجبات من دون الشعور بأنهم أسرة واحدة. و إن درجة الإحساس بالأذى النفسي لهذا الجيل قد اختلفت عن أطفال ما قبل 20 عاما على الأقل لاختلاف ظروف الحياة وزيادة مستوى الرفاهة الاجتماعية وإطلاع الأولاد على ثقافات شعوب أخرى من خلال طرق التواصل الاجتماعي والديجيتال والإنترنت وغيرها.
فالأذى النفسي بقي تحت مسمى أذى وله تأثيره في النفس البشرية في أي درجة كانت و أن العنف القائم على الأطفال لا يمر مرور الكرام ولا يكون لحظات وانتهت وإنما يخلف وراءه آثارا نفسية كبيرة وشرخا في العلاقة العاطفية بين الطفل ومن آذاه وتزداد سعة هذا الشرخ كلما كان الشخص أكثر قربا من الطفل فلا يجدر بالأهل أن يحاسبوا الأبناء على عقوق هم سببه.
وممارسة العنف ضد الأبناء يجعل شخصية الطفل محطمة ضعيفة مصابة بالوسواس متوجسة وتفتقر للمشاعر وتعاني من الفراغ العاطفي فعلى الأهل أن لا يستغربون من أن هناك أطفالا أو حتى كبارا غير موهوبين وبعيدين عن العمل الجماعي ويعانون من ضعف القدرة على التكيف الاجتماعي ويشعرون بالخوف في كثير من المواقف الطبيعية وبالخجل في مواقف أخرى.
هناك أهالي يدمرون شخصية الطفل في صغره بالعنف الجسدي والنفسي فيصبح الطفل رجلا خاليا من المشاعر و كلما زاد مستوى الإيذاء النفسي زاد مستوى الانحطاط السلوكي للطفل في كبره فيتجه نحو الإدمان والسرقة والشذوذ وغيرها بالإضافة لأمراض أخرى يمكن أن تظهر مثل القلق والتوتر والوسواس القهري وغيرها.
كم من شخص عمره فوق العشرين تحس به انه ميت شخصية محطمة لا امل لا مستقبل بسبب والده والدي مارس عليه الظلم هو وإخوته وأمه فرفقا بأطفالكم.