تم عصر أمس الأحد تشييع جثمان الطفل “عبد القادر – م ” إلى مثواه الأخير بمقبرة الشيخ السلامي ببلدية بنهار في ولاية الجلفة التي تبعد عن مقر سكناه بحوالي 18 كلم، و قد تم نقل جثمان الطفل عبد القادر قبل صلاة العصر من مستشفى مدينة عين وسارة، إلى منزله العائلي بحي السلام بعد إخضاعه لعملية التشريح لتحديد أسباب الوفاة.
و الموكب الجنائزي انطلق من منزل الفقيد العائلي في موكب شعبي مهيب شهد حضور مواطنين نساء ورجالا وأطفالا أبوا إلا أن يتنقلوا من كافة أحياء المدينة، إضافة إلى قدوم أقاربه من قصر الشلالة بولاية تيارت و بوسعادة بالمسيلة لحضور مراسيم الجنازة ومواساة أهله وذويه في مصابهم الجلل، تواجدوا بعين المكان منذ الصباح الباكر لحضور مراسيم نقل الفقيد “عبد القادر – م ” إلى مثواه الأخير، حيث تم نقله على متن سيارة مغطاة تتبعها عشرات السيارات توجهوا به في البداية إلى المسجد العتيق حيث أقيمت على روحه صلاة الجنازة.
و كان قد تم العثور على جثّة الطفل “عبد القادر – م” البالغ من العمر 16 سنة ، منتصف يوم السبت الماضي داخل مسكن تساهمي غير مسكون متواجد بحي السلام شمال مدينة عين وسارة بالجلفة، لا يبعد عن بيت مسكنه العائلي إلاّ بنحو بضعة أمتار، في ظروف غامضة، و هذا بعد اختفاء دام 08 أيام.
و بقي السؤال الملح : هل عبد القادر قتل أم انتحر ؟ بدون جواب إلى حدود الآن، في وقت عانت فيه والدة الطفل مشقة في البحث عن ابنها المفقود، علما أن الوالد حديث الوفاة، إذ توفي منذ 9 أشهر فقط .
و حول الكيفية التي تم العثور بها على جثة الطفل عبد القادر، فقد أكد خاله أنه يوم السبت الماضي حوالي الساعة العاشرة كان شقيق الضحية يتحدث مع طفل صغير عن شقيقه فأفاده هذا الأخير أنه مرارا شاهد عبد القادر يدخل و يخرج إلى هذا المسكن فتنقل الاثنان إلى هذا المسكن فمباشرة بعد دخول الغرف وجد شقيقه جثة هامدة، فتم التبليغ عن الحادثة، فتنقلت على وجه السرعة مصالح الشرطة و رجال الأمن و الحماية المدنية رفقة وكيل الجمهورية حيث تمت معاينتها و نقلها إلى مصلحة حفظ الجثث.
و أضاف خال الطفل أن أخته التي هي أم الضحية صرحت له بأن عبد القادر يوم اختفاءه أدى صلاة الجمعة و صلاة العصر ليوم 11 نوفمبر 2016 ، و بعد عودته من المسجد إلى البيت و ما هي إلى دقائق قال لها أن صديقه ينتظره خارج الدار و طلب منها أن تسلم له هاتفها المحمول فأخذه و لم يعد إلا أن عثر عليه جثة هامدة، ليبقى الغموض يسود هذه القضية إلى غاية تشريح الجثة و تحديد أسباب الوفاة.
و في غياب نتائج التشريح و التحقيق التي قامت بها المصالح المختصة، و في غياب توجيه عائلة الفقيد عبد القادر أصابع الاتهام و التشكيك إلى أي أحد، تبقى ظروف الوفاة يكتنفها الغموض، لكن المؤكد أن الطفل عبد القادر رحل عن عالمنا الصغير و هو يحمل أسرار وفاته، و الحقيقة التي تداولها الجميع حسب عائلته و المقربين منه و جيرانهم أنه كان طفلا ذو دين و أخلاق عالية