لليوم الثاني على التوالي يخوض تكتل النقابات المستقلة حركة احتجاجية تحت شعار إضراب “الصمود و الكرامة”، و يأتي الإضراب في سياق متوتر يتسم بردود أفعال قوية سواء من طرف وزير العمل محمد غازي الذي خرج بتصريحات نارية موجهة لهذا التكتل أمس الاثنين، و كذلك تصريحات وزيرة التربية الوطنية التي أعلنت عن الخصم من الأجور ابتداء من شهر نوفمبر المقبل.
و سط تباين المواقف خاض تكتل النقابات المستقلة إضراب “الصمود والكرامة”، و الذي في نظره حقق استجابة قوية و تجاوبا متميزا ليومه الثاني من طرف مختلف القطاعات على الرغم من تصريحات وزير العمل، التي وصفها التكتل بـ”الاستفزازية و غير المسؤولة”.
و أفاد بيان صادر عن تكتل النقابات المستقلة رد على تصريحات وزير العمل ” وجه سيل من الاتهامات للنقابات المستقلة بالمناورة والتشويش والتواطؤ مع الأحزاب وتغليط الرأي العام حول إصلاح نظام التقاعد”.
وأكد التكتل النقابي أنه يتمسك بـ” أرضية المطالب المبينة في الإشعار بالإضراب”، ومصمم على “مواصلة النضال”، مشددا على أنه “مستعد للتصعيد بكل الوسائل المتاحة قانونا للدفاع على مكتسبات العمال”.
و أوضح البيان نفسه أن بناء على النتائج المحصل عليها من خلية متابعة الإضراب المجتمعة يوم 25 أكتوبر، خلصت إلى النسب الموضحة في الآتي:
موظفو البلديات 75 %
موظفو التعليم العالي 35 %
موظفو الصحة65 %
التربية الوطنية كل الأسلاك 75.30 %
الصحة العمومية الممارسون الطبيون 74 %
الفلاحة لبياطرة85.5 %
التكوين المهني 52%.
و قد قرر التكتل المستقل عقد لقاء يوم الخميس المقبل لتقييم إضراب اليومين و ما تخلله من تصريحات نارية لوزراء العمل و التربية و الصحة، و هدد بتصعيد خطير للاحتجاج اذا ما استمرت هذه “الاستفزازات” و اللجوء إلى اضراب وطني مفتوح مباشرة بعد عطلة الخريف، “لإلزام هؤلاء باحترام القانون مثلما يطالبون هم غيرهم باحترامه”.
و استغربت خلية الأزمة التابعة للتكتل، من الأرقام غير المؤسسة حسبها التي أعلنت عنها وزيرة التربية نورية بن غبريت بخصوص نسبة الاستجابة للإضراب في يومه الأول، حيث أعلنت بأنها لم تتجاوز 19 بالمائة لدى الأساتذة، مشيرة إلى أن هذه النسبة أقل من تلك المسجلة في أول يوم من أول اضراب شنه هؤلاء خلال الأسبوع الماضي حيث بلغت نسبة المشاركة 21 بالمائة باعتراف وزير العمل محمد الغازي.
هذا في انتظار ما ستفرزه الأيام المقبلة من حوارات اجتماعية بين الحكومة و النقابات، أما أن لغة الاستفزاز و التصعيد هي التي ستكون لغة التعاطي مع ملفات اجتماعية مطلبية في ظرفية تتسم بالأرق الاجتماعي.